responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحاضرات في اللغة والأدب المؤلف : اليوسي، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 117
يقول: إنهم كرام مقارٍ فهم ينزلون على الطريق لأبناء السبيل، وهم عيال الطريق، وذلك في حال الشدة، حيث تحجب النار لئلا يراها الطارق، وتذال الوجوه أي امتهان، ثم أخبر أنهم لا يأخذون الدية فيشربون الألبان عِوَضَ دمائهم، فإن الدماء الغالية على أهلها تكال أي تجازى كَيْلَ الصاع بالصاع ولا تذهب هدراً بالديات.
وقول الآخر:
ألا لله ما مِرْدى حروب ... حواه بين حضنيه الظليم
وقد قامت عليه مها رُماحٍ ... حواسِرَ ما ننام ولا تنيم
الظليم القبر المحفور في غير موضع الحفر، فهو مظلوم أي فهذا الفتى قد حواه القبر وقامت عليه النساء حواسر يندبنه، وشبههن في صفائهن أو في سَعَة عيونهن بمَها رماحٍ، ورُماحٌ كغراب موضع، والعرب ما يندبون القتيل حتى يؤخذ بثأره، فالندب كناية عن ذلك.
ومثله قول قيس بن زهير:
من كان مسروراً بقتل مالك ... فليأت نسوتنا بوجه نهار
يجد النساء حواسراً يندبنه ... بالليل قبل تبلج الأسحار
أي فيعلم أنا قد ثأرنا به.
وفي الشيب والكبر " قوله ":
ولما رأيت النسر عَزّ ابنَ دَأيَةٍ ... وعشعش في وكريه جاشت له نفسي
النسر الشيب وابن دأية الغراب وهو الشاب وعَزَّه غَلَبَهُ.
وقول الآخر:
أعار أبو زيد يميني سلاحه ... وحد سلاح الدهر للصخر كالم
وكنت إذا ما الكلب أنكر أهله ... أفدى وحين الكلب جذلان نائم
أبو زيد كنية الكبر، ويحتمل الدهر، وسلاحه العصا، وإنكار الكلب أهله عند لبس السلاح فيفدى لإقدامه على الحرب وهو شاب، ووَقْتُ نَوْم الكلب وجذَلُهُ أن تموت الماشية من الهزال فيشبع منها، ولهذا قالوا في المثل السائر: نَعِمَ كلب ببؤس أهله.
وقول الآخر:
أبا مالك إن الغواني هجرنني ... أبا مالك إني أظنك دائبا
أبو مالك هو الكبر لأنه يملك صاحبه.
وقول الآخر:
بئس قريناً لامرئ سالك ... أم عبيد وأبو مالك
أم عبيد الصحراء، وأبو مالك الكبر.
وأما الألغاز ففي الدرهم قوله:
ومعشوق يرقص كلّ يومٍ ... ترى في وجهه أبداً كلاما
إذا فارقته أجداك خيراً ... ولا يجدي عليك إذا أقاما
وفي القلم قول الآخر:
عجبت لذي سنين في الماء نبته ... له أثر في كل مصر ومعمر
وقول الآخر:
وبيت بعلياء الفلاة بنيته ... بأسمر مشقوق الخياشم يرعف
يصف بيت شعر عمله في الصحراء وكتبه بالقلم.
" وقال آخر:
وما ميت ذو طعم عند رأسه ... متى ذاق من ذاك الطعام تكلما
فلا هو في الأحياء حي فيتقى ... ولا هو في الأموات ميت فيرحما
غيره:
ما رأت عيني عجيباً ... كيراعي في الدواةِ
غائصاً يستخرج الدر ... ببحر الظلمات "
وفي الهلال قول الآخر:
ومولود شهر كان فيه شبابه ... وفي شهره أودى وأدركه الكِبَرْ
غيره:
فما وليد ربا في غير مولده ... وعاد فيه قديم السن قد نحلا
وفيه وزيادة:
ألا ربَّ مولود وليس له أب ... وذي ولد لم يلْدَه أبوان
وذي شامة سوداء في حر وجهه ... مجللة لا تنقضي لأوان
ويكمل في خمس وتسع شبابه ... ويهرم في سبع معاً وثمان "
وفي مصراعي الباب قول الآخر:
عجبت لمحرومين من كل لذة ... يبيتان طول الليل يعتنقان
إذا أمسيا كانا على الناس مرصداً ... وعند طلوع الشمس يفترقان
ولقي عَبيدُ الأبرص أمرأَ القيس فقال له: ألا أساجلك؟ فقال: بلى، فقال عبيد:
ما حية ميتة أحيت بموتها ... درداء ما أنبتت ناباً وأضراسا
فقال أمرؤ القيس:
تلك الشعيرة تحنى في سنابلها ... فأضعفت بعد نبت الزرع أكداسا
فقال عَبيدٌ:
ما السود والبيض والأسماء واحدة ... ما يستطيع لهن الناس إمساسا
فقال امرؤ القيس:
تلك السحاب إذا الرحمان هيجها ... بث النطاف بماء المزن أنفاسا
فقال عَبيدٌ:
ما قاطعات بلاداً لا أنيس بها ... إذا ابتكرن سرى كنسن أكناسا
فقال امرؤ القيس:
تلك الرياح إذا هبّت عواصفها ... كفى بأذيالها للتراب كناسا
وقال عَبيدٌ:
ما ذات حكم بلا سمع ولا بصر ... ولا لسان فصيح يعجب الناسا
فقال امرؤ القيس:

اسم الکتاب : المحاضرات في اللغة والأدب المؤلف : اليوسي، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 117
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست