responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله    الجزء : 1  صفحة : 91
من حيف الصّبوة: [الطويل]
وصيّرت رسلي حين لم يغن حيلتي ... وضاقت عليّ في الخلاف المذاهب
أنا بيب أقلام وسمت صدورها ... بما فيه لي بعض الذي أنا طالب
[28 ظ] تبلّغ قولي وهي عنه ذواهل ... ويوضح عذري وهي عنه نواكب
جماد، ألا تميل ولا تتحيّر ولا تتحوّل ولا تتغيّر أفئدتها جلودها، وألسنتها برودها، تنطق بالمراد وإن لم ترد، وتأتي على البغية، وإن لم تعتمد، قوّلتها أبياتا تظنّ مقالها، وتعجز أمثالها، جعلتها إنجازا للوعد، ووفاء بالعهد، لا تزال خرسا عن سواها، حتى بلغ مدة صحتها مداها، فإذا طمع فيها الرّدى، وانتحت عليا المدى [1] ، فأشبهت صدورها أنصاف مناقير الغربان، وأعجازها أطراف مضاريب العيدان، وأكرهتها الأنامل على امتطائها، واستعانت النفوس بها على أهوائها، ثم رويت من الأنفاس، وأدنيت من القرطاس، وآملت عليها الخواطر، وقوّمت زيغها النواظر، فهمت وحي القلوب، فهم المسترق للسمع، وخبّرت عن مضمرات الأفكار بمثل الجاري من الدمع، وفاضت عبراتها من نواحي شؤون الرؤوس على صفحات خدود الطروس، فأسمعت منطقها من بعد محلّه، ونأى مزاره، وبلّغت معملها مأربه:
[الطويل]
وما زال من ضاقت مقاليد ذرعه ... إذا لم يطق ما نابه يتحيّل [2]
أمّلت أن يأمر- أدام الله تمكينه- بايداعها الدواة [3] بحضرته، لتكون مذكّرة بولائي، كلّما تأمّلها نابته عني في خدمته كلما أعملها، واستظهرت باثبات أبيات أنا موردها هذا المكان من رقعتي، تزول بها أسباب التأول في إخلاف العدّة عني، وهي: [29 و] [الطويل]

[1] انتحت: مالت إليه وقصدته، المدى: جمع المدية، الشفرة الكبيرة، السكين.
[2] الذرع: الطاقة والوسع.
[3] الدواة: المحبرة، يريد أن توضع هذه الرسالة في هيكل الدواة حيث يوضع الورق، لتكون أمامه كلما أراد الكتابة، فيتذكرها.
اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله    الجزء : 1  صفحة : 91
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست