اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 63
ولم أر العشّاق قبلي رأوا ... بوصف من يهوون من باس
كلّ أحاديثي سوى حبّها ... منكشف منّي لجلّاسي [1]
لا حبّذا الشركة في حبّها ... وحبّذا الشّركة في الكاسي
فلما رأيته لا يحبّ أن يعلمني من هي، أمسكت، فلما كان في الليل سكرنا، ونام من كان معي، وأغفيت إغفاءة، وانتبهت فإذا هو قاعد وحده، فقلت: أبا علي [16 و] ما لي أراك ساهرا؟ لعلّه فكرة في ذلك الرجل؟ قال:
إي والله، ثم أنشدني: [2] [الكامل]
رسم الكرى بين الجفون محيل ... عفّى عليه بكا عليه طويل [3]
يا ناظرا ما أقلعت لحظاته ... حتى تشحّط بينهنّ قتيل [4]
فوق القصيرة والطويلة فوقها ... دون السمين ودونها المهزول
فقلت: قد ذكرت قدّها، وأحسبني قد عرفتها، فقال: هيهات، يوئسني من أن أعرفها، وقد كنت أراه يحدّ النظر إلى جارية لبعض أهلنا يقال لها نرجس، تجيئنا بالطّرفة بعد الطّرفة من عند مولاتها، فقلت في نفسي: أراد غيرها، ثم أمسكت عنه، فلما كان من الغد، قعدنا على شرابنا، فقلت للساقي: مل على أبي نواس بالنبيذ، ففعل، فسكر سكرا عظيما، ثم أنشأ يقول: [5] [الخفيف]
أحرف أربع سبين فؤادي ... لم أذق بعدهنّ طعم الرّقاد
خفت إظهارهنّ خشية واش ... واتّقاء العداة والحسّاد
غير أنّي أحتال فيهنّ معنى ... وأحاجي به جميع العباد [6]
اشتهي النون من نوار وأهوى ... من سواها باقي حروف مراد
[1] الديوان: (كل أحاديثي سوى ذكرها) ، وفي الأغاني 25/80: (سوى نعتها) . [2] الأبيات في ديوان أبي نواس ص 255، والأغاني 25/81.
[3] الديوان: (بكا عليك طويل) .
[4] تشحط: تضرج بالدم، واضطراب فيه. [5] ليست الأبيات في ديوان أبي نواس، والبيتان الأول والثالث في الأغاني 25/81.
[6] في الأغاني: (وأعادي به جميع العباد) .
اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 63