responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله    الجزء : 1  صفحة : 394
تزوّد منها، مهبط وحي الله، ومصلّى ملائكته، ومسجد أنبيائه، ومتجر أوليائه، ربحوا فيها الرحمة، واكتسبوا فيها الجنة، فمن ذا يذمها وقد أذنت ببينها، ونادت بفراقها، وشبهت بسرورها السرور، وببلائها البلاء، ترهيبا وترغيبا، فيا أيها الذامّ للدنيا المعلّل نفسه، متى خدعتك الدنيا، أم متى استذمت إليك بمصارع [147 ظ] آبائك في البلى، أم بمصارع أمّهاتك في الثرى، كم مرّضت بيديك، وعلّلت بكفّيك، تطلب الشفاء، وتستوصف له الأطباء، غداة لا يغني عنه دواء، ولا ينفعه بكاء.
[عمر: المرأة لحم على وضم]
قال عمر ما بالك، ثاني وسادة عند امرأة مغوية، إنّ المرأة لحم على وضم [1] ، إلا ما ذبّ عنه.
قال بعضهم: مات ابن لبعض العظماء، فعزّاه بعضهم فقال: لا أراك الله بعد مصيبتك ما ينسيكها.
[رثاء أوفى]
وقال أخو ذي الرمة: [2] [الطويل]
تعزيت عن أوفى بغيلان بعده ... عزاء وجفن العين ملآن مترع
ولم تنسني أوفى المصيبات بعده ... ولكن بكاء القرح بالقرح أوجع
[الحجاج وأهل العراق]
وقال مالك بن دينار [3] : والله لربّما رأيت الحجاج يتكلم على منبره،

[1] الوضم: كل ما يوضع عليه اللحم من خشب أو حصير أو نحو ذلك، يوقى به من الأرض.
[2] البيتان لمسعود أخي ذي الرمة، يرثي ابن عمه أوفى بن دلهم، وكذلك يرثي أخاه ذا الرمة، في الأغاني 18/8.
[3] مالك بن دينار البصري: أبو يحيى، من رواة الحديث، كان ورعا يأكل من-
اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله    الجزء : 1  صفحة : 394
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست