اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 292
قوله: [1] [الطويل]
أبائنة سعدى نعم ستبين ... كما انبتّ من حبل القرين قرين
أإن زمّ أجمال وفارق جيرة ... وصاح غراب البين أنت حزين
كأنّك لم تسمع ولم تر قبلها ... تفرّق ألّاف لهنّ حنين
قلت: نعم، فأنشدتها حتى أتيت على آخرها، قالت: فهل تروي قوله: [2] [الطويل]
أأطلال سعدى باللوى نتعهد ... أتبلى على الأقوام أم تتجدّد [3]
قال، قلت: نعم، فأنشدتها حتى إذا بلغت:
أقول لماء العين أمعن لعلّه ... بما لا يرى من غائب الوجد يشهد
فلم أر مثل العين ضنّت بمائها ... عليّ ولا مثلي على الدمع يحسد
ولم أدر أنّ العين قبل فراقها ... غداة الشّبا من لاعج الوجد تجمد [4]
قالت: قاتله الله، فهل قال قول كثيّر أحد على الأرض، والله لأن أكون رأيت كثيّرا، وسمعت منه شعرا، أحبّ إليّ من مائة ألف درهم، فقلت:
والله ذاك الراكب أمامك، وأنا السائب راويته، قالت: فحيّاك الله، ثم هزّت بغلتها حتى أدركته. قالت: أنت كثيّر؟ قال: مالك ويلك، قالت: أنت الذي تقول: [5] [الطويل]
إذا حسرت عنه العمامة راعها ... جميل الحفوض أغفلته الدواهن [6]
[108 و] [1] الأبيات في ديوان كثير عزة ص. 225 [2] الأبيات في ديوان كثير عزة ص 78، ولم يرد فيه عجز البيت الأول، وانفردت به مخطوطة المجموع اللفيف.
[3] في الديوان: (أأطلال سلمى)
[4] الشبا: واد بالأثيل من أعراض المدينة، فيه عين يقال لها خيف الشبا، لبني جعفر بن إبراهيم من بني جعفر بن أبي طالب، قال كثير:
تمر السنون الخاليات ولا أرى بصحن الشبا أطلالهنّ تريم (ياقوت: الشبا) [5] البيت من قصيدة في ديوانه ص 224.
[6] في حاشية الأصل: (وقال مر جميل المحيا) . وفي الديوان: (متى تحسروا عنه العمامة تبصروا جميل المحيا) .-
اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 292