responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله    الجزء : 1  صفحة : 280
وهمذان وغيرها من تلك النواحي، وإيثارهم التوبة، وإظهارهم الرهبة، وسقوط دواعيهم، اقتداء بواليهم، إذ شملهم العدل والإنصاف، وجنّبهم الظلم والاعتساف، لتستبدل بحاضر حلاوة [102 و] العدل والإحسان اللذين أتى فيهما آي القرآن، وتضمنتهما شرائع الإيمان، من الثواب العظيم، والنعيم المقيم.
وبعد، فما عذر من ساعدته الأيام، وساعفته الأحكام، حتى لانت له أكنافها، ودرّت عليه أخلافها [1] ، وهو يعلم ألا يرضع إلا ليفطم، ولا يوصل إلا ليصرم، أن يدع أيام ملكه المهتبلة، وفرص عزّه المنتهزة، مهملة غير معقولة، ومرسلة غير مشكولة بالإحسان والبرّ، وإعقالا لا رسوم لها من المكارم، وبهما لا أوضاح عليها من المحاسن والمحامد، ولو جاز أن استبضع التمر إلى هجر [2] ، وأعرض الحكمة على بقراط [3] ، لأثبتّ قسطا من أحكام العرب في ذلك، لكن متى فتحنا هذا الباب، خرجنا إلى مجال رحب.
والجملة، أن الملوك الراشدين، والوزراء الصالحين، حين أعجزهم الخلود في الدنيا، جعلوا باقي الذكر الجميل بعدهم كالخلود، فقالوا:
[الطويل]
وما المال والأيام إلا معارة ... فما اسطعت من معروفها فتزوّد

[1] الأخلاف: جمع الخلف، وهو حلمة الضرع، وضرع الناقة.
[2] يشير إلى المثل: (كمستبضع التمر إلى هجر) ، المثل في مجمع اللأمثال 2/153، المستقصى 2/233، أمثال أبي عبيد ص 292، الكتاب 3/244 بلفظ: كجالب التمر إلى هجر) .
[3] بقراط: أبقراط، طبيب يوناني يعرف بأبي الطب، كان كثير الأسفار فكسب خبرة في علمه، فصل الطب عن الخرافات والغيبيات، وأقامه على أساس علمي، فكان له أبلغ الأثر في تقدمه، عرفه العرب باسم (بقراط) ، ونقلوا كتبه إلى العربية وأضافوا إليها شروحا وتفاسير، وأشهر هؤلاء حنين بن إسحاق، وعيسى بن يحيى، وثابت قرة، وعبد الرحمن بن علي، توفي أبو قراط سنة 270 ق. م. (الموسوعة العربية الميسرة 1/7)
اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله    الجزء : 1  صفحة : 280
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست