اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 254
بثوبه، مستغيثا به أن امنعني، فكأنه نفضني نفضة وقال: ويحك، من يجير من علي بن أبي طالب، أمير المؤمنين عليه السلام، فعندها نفحني بقائم سيفه مغمودا، ما أدري أيهما كان، فانتبهت وقيذا والأثر في جنبي ظاهر، فليغثني بطيب، وما زال في انتكاسه حتى مضى.
وكان بماه الكوفة [1] أخوان،؛ أحدهما عريف بالباب، والآخر على خزانة السروج يسمّى مسعرا، وضرب الدهر ضربة على عادته، وتقلّبت بنا الأحوال، وإني لسائر بمدينة السلام يوم الجمعة إلى المسجد الجامع ببراثا [2] ، وإذا مسعر مكفوف أكمه [3] يقوده قائده على لقم الطريق [4] في زمن السؤال، ودلني عليه أحد من سايرني من غلماني، معجبا ومتوجّعا، فعجت عليه بما حضر من بر، واستوصفت دارنا فكان يغشاها، فيستعين باللهنة [5] ، ويتبلغ بالكثبة [6] ، ثم انقطع غير كثير، فاذا هو قد أتاني مصحّحا [1] ماه الكوفة: هي الدينور، قيل: نهاوند من فتوح أهل الكوفة، والدينور من فتوح أهل البصرة، فلما كثر الناس بالكوفة احتاجوا إلى أن يرتادوا من النواحي التي صولح على خراجها، فصيرت لهم الدينور، وعوض أهل البصرة نهاوند لأنها قريبة من أصبهان، فصار فضل ما بين خراج الدينور ونهاوند لأهل الكوفة، فسميت نهاوند ماه البصرة، والدينور ماه الكوفة، وذلك في أيام معاوية بن أبي سفيان. (ياقوت: ماه الكوفة، ونهاوند) [2] الكلمة في الأصل مهملة.
براثا: محلة كانت في طرف بغداد في قبلة الكرخ وجنوبي باب محوّل، وكان لها جامع مفرد تصلي فيه الشيعة، وقد خرب عن آخره، وكذلك المحلة لم يبق لها أثر. (ياقوت: براثا) [3] الأكمه: الأعمى، والكمه: العمى يولد به الإنسان، وكمه (كفرح) عمي وصار أعشى، وكمه بصره: اعترته ظلمة. (القاموس: كمه) [4] اللقم: الطريق الواضح، يقال: خذ هذا اللّقم. [5] اللهنة: ما تهديه للرجل إذا قدم من سفر، وما يهديه المسافر إذا قدم من سفره، والطعام الذي يتعلّل به قبل الغداء، وما يتبلّغ به، والمعنى الأخير هو المراد هنا. [6] الكثبة: كل قليل مجتمع من طعام أو لبن أو عير ذلك.
اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 254