اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 244
وناداني أميركم نداء ... وفيه عن مشاورتي صدود
أنظعن أم نقيم فقد أردنا ... بلادا كلها حال مجود [1]
وأبرزت الهوادج ناعمات ... عليهنّ المجاسد والبرود
فلما ودّعونا واستقلّت ... بهم صهب هواديهنّ قود [2]
كتمت عواذلي ما في فؤادي ... وقلت لهنّ ليتهم بعيد
وفاضت عبرة من ماء عيني ... كأنّ وكيف وابلها الفريد [3]
فقلن لقد بكيت فقلت كلا ... وهل يبكي من الطّرب الجليد [4]
ولكني أصاب سواد عيني ... عويد قذى له طرف حديد [5] [87 و]
فقلن ما لدمعهما سواء ... أكلتا مقلتيك أصاب عود [6]
لقيل دموع عينك خبّرينا ... بما جمحت بزفرتك الصعود
- فقال أبو العتاهية: إني لأستحسن قولك اعتذارا من البكاء إذ تقول: [مجزوء الكامل]
كم من صديق لي أسا ... رقه البكاء من الحياء
وإذا تفطّن لا مني ... فأقول ما بي من بكاء
لكن ذهبت لأرتدي ... فطرفت عيني بالرداء
فقال له: أيها الشيخ، ما غرفته إلا من بحرك، ولا نحتّه إلا من قدحك، وأنت السابق حيث تقول:
وقالوا قد بكيت فقلت كلا.... الأبيات.
قال صاعد: وتقدمهما إلى هذا المعنى الحطيئة حيث يقول: (ديوان الحطيئة ص 59) [الوافر] إذا ما العين فاض الدمع منها أقول بها قذى وهو البكاء
[1] كلها حال: أي فيه حلية وأصلها (حالي) فيه خير وغناء.
مجود: كثير المطر، من جاد المطر إذا كثر.
[2] هواديهن قود: طوال الأعناق، الهوادي: الأعناق، القود: الطوال الظهور أو الأعناق.
[3] وكيف وابلها: الدمع الغزير المنهمل كالمطر. الفريد: اللؤلؤ.
[4] الوفيات والديوان: (وقالوا قد بكيت.... من الجزع الجليد) . [5] الوفيات: (ولكن قد أصاب سواد عيني) ، الديوان: (ولكن قد أصاب صواب عيني) .
[6] الوفيات والديوان: (فقالوا ما لدمعهما سواء) .
اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 244