اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 199
الحراقة [1] ، فقال عبد الرحمن القاضي لأهل المبارك: اثنوا عليّ عند أمير المؤمنين، وعند القاضي، فأبوا عليه، فلبس ثيابه وقلنسوة طويلة وطيلسانا أسود، وجاء إلى الشريعة، فلما أقبلت الحراقة، رفع صوته، وقال: يا أمير المؤمنين، نعم القاضي قاضينا، قاضي صدق، ثم مضى إلى شريعة أخرى فقال مثل مقالته الأولى، فالتفت هارون الرشيد إلى أبي يوسف وقال: يا يعقوب، هذا شرّ قاض في الأرض، قاض [68 ظ] في موضع لا يثني عليه إلا رجل واحد، فقال أبو يوسف: وأعجب من هذا يا أمير المؤمنين، هو القاضي يثني على نفسه، قال: فضحك هارون وقال: هذا أظرف الناس، هذا لا يعزل أبدا، فكان إذا ذكره قال: هذا لا يعزل أبدا.
وقيل لأبي يوسف: وتولّي مثل هذا القضاء؟ فقال: إنه أقام ببابي مدة وشكا إلىّ الحاجة فولّيته.
[الرشيد ومدعي النبوة]
عبد الرحيم بن موسى الشيباني قال: كنت عند الرشيد، فأدخل إليه رجل في عنقه حبل أسود، وهو مغلول مقيّد يدّعي النبوة، فضحك الرشيد وقال: ما تقول؟ قال: أقول كما قال أخي نوح: (أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ)
[2] ، فقال الرشيد:
من أنت من الأنبياء؟ قال: شمعون، قال: يا شمعون، ما حجتك؟ قال:
جعلت فداك، أمرت بالرسالة، ولم أؤمر بالمناظرة، ولو جعلت إليّ مناظرتك
- ولي القضاء ببغداد في أيام المهدي والهادي والرشيد، وهو أول من دعي (قاضي القضاء) ، له كتب منها: (الرأي) ولي القضاء ببغداد في أيام المهدي والهادي والرشيد، وهو أول من دعي (قاضي القضاة) ، له كتب منها (الخراج) ، و (الآثار) ، وهو مسند أبي حنيفة، و (أدب القاضي) ، و (الفرائض) ، و (البيوع) وغيرها، توفي سنة 182 هـ (أخبار القضاء لوكيع 3/254، النجوم الزاهرة 2/107، تاريخ بغداد 4/242، مفتاح السعادة 2/100- 107، وفيات الأعيان 2/303) [1] الحراقة: ضرب من السفن فيها مرامي نيران، يرمى بها العدو في البحر، وسفينة خفيفة المرّ. (المعجم الوسيط: حرق)
[2] القمر 10.
اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 199