اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 170
ارسل يزيد فانّه يكفيكها ... ماذا بقتل خراش جندك تصنع
لو كنت فيهم كان عودي ناضرا ... بل حالفت قومي خلائق أربع
صعر الرؤوس وذلّة ومهانة ... ولدى الحروب من الثعالب أخشع [1]
قال: وكان الرجل من اليمن، فدعا هارون يزيد فولاه الجيش، وعقد له، وردّ عبد الله معه، وأمر للشاعر بمئة ألف، وأمر له يزيد بمثلها [2] .
[مصرع بطل من الشراة]
عن أحمد بن سيّار قال، قال يزيد بن مزيد لأصحابه، وهو [يريد أن يواقع] [3] الوليد بن طريف من الغداة، وكان بنصيبين [4] ، وولد له خالد بن يزيد في تلك الليلة: ابشروا، فإنه لم يولد لي غلام قط في حرب إلا رزقت الظّفر، وكان الوليد بكفر توثا [5] ، وكان هارون قد أرسل [58 و] مع يزيد رجلا من أهل بخارى في فرسان من أهل بلاده عينا على يزيد ومحاربا [6]
[1] صعر الرؤوس: أي بهم ذلة مائلة رؤوسهم، والصّعر: داء في العنق لا يستطاع معه الإلتفات. [2] يزيد: هو يزيد بن مزيد بن زائدة الشيباني، أبو خالد، أمير من القادة الشجعان، كان واليا على أرمينية وأذربيجان وانتدبه هارون الرشيد لقتال الوليد بن طريف الشيباني عظيم الخوارج في عهده، فقتل ابن طريف سنة 179 هـ، وعاد إلى أرمينية، وكان فيما وليه اليمن، وأخبار شجاعته وكرمه كثيرة، توفي في أذربيجان سنة 185 هـ. (تاريخ بغداد 14/334، وفيات الأعيان 2/283، مرآة الجنان 1/400) . [3] العبارة في الأصل: (وهو على بن واقع الوليد) ، والاضطراب واضح. [4] نصيبين: مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادة القوافل من الموصل إلى الشام، وفيها وفي قراها أربعون ألف بستان، بينها وبين سنجار تسعة فراسخ. (ياقوت: نصيبين) . [5] كفر توثا: قرية كبيرة من أعمال الجزيرة، بينها وبين دارا خمسة فراسخ، وهي بين دارا ورأس عين، بينسب إليها قوم من أهل العلم، وكفر توثا أيضا من قرى فلسطين.
(ياقوت كفر توثا) .
[6] الوليد بن طريف بن الصلت التغلبي الشيباني: ثائر من الأبطال، كان رأس الشراة في زمنه، خرج بالجزيرة الفراتية سنة 177 هـ في خلافة هارون الرشيد، وحشد جموعا كثيرة، وكان يتنقل بين نصيبين والخابور وتلك النواخي، فسيّر الرشيد إليه جيشا بقيادة يزيد بن مزيد الشيباني، فظهر عليه يزيد بعد حرب شديدة سنة 179 هـ، وقد رثته-
اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 170