responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - ت الحوفي المؤلف : ابن الأثير، ضياء الدين    الجزء : 1  صفحة : 262
أقلني قد ندمت على ذنوب ... وبالإقرار عدت من الجحود1
فصرَّع بحرف الباء في وسط البيت، ثم قفَّاه بحرف الدال، وهذا لا يكاد يستعمل إلّا قليلًا نادرًا[2].

1 ديوان أبي نواس 179, وهو أحد بيتين كتب بهما إلى الفضل بن الربيع، والبيت الآخر:
وإن تصفح فإحسان جديد ... سبقت به إلى شكر جديد
وفي الأصل "الذنوب", و"عن" موضع "من".
[2] هذا عيب من عيوب القوافي سماه قدامة بن جعفر "التجميع", وعرَّفه بأن تكون قافية المصراع الأول من البيت على رويّ متهيئ لأن تكون قافية آخر البيت بحسبه، فتأتي بخلافه.
النوع الثاني: في التجنيس
علم أن التجنيس غرَّةٌ شادخة في وجه الكلام، وقد تصرَّف العلماء من أرباب هذه الصناعة فيه فغربوا وشرقوا، لا سيما المحدثين منهم، وصنَّف الناس فيه كتبًا كثيرة، وجعلوه أبوابًا متعددة، واختلفوا في ذلك، وأدخلوا بعض تلك الأبواب في بعض، فمنهم عبد الله بن المعتز، وأبو علي الحاتمي، والقاضي أبو الحسن[1]الجرجاني، وقدامة بن جعفر الكاتب، وغيرهم.
وإنَّما سُمِّيَ هذا النوع من الكلام مجانسًا؛ لأن حروف ألفاظه يكون تركيبها من جنس واحد.
وحقيقته أن يكون اللفظ واحدًا والمعنى مختلفًا.
وعلى هذا فإنه هو اللفظ المشترك، وما عداه فليس من التجنيس الحقيقيّ في شيء، إلّا أنه قد خرج من ذلك ما يسمَّى تجنيسًا، وتلك تسمية بالمشابهة؛ لا لأنها دالّة على حقيقة المسمَّى بعينه.
وعلى هذا فإني نظرت في التجنيس وما شبه به فأجري مجراه، فوجدته ينقسم إلى سبعة أقسام، واحد منها يدل على حقيقة التجنيس؛ لأن لفظه واحد لا يختلف, وستة أقسام مُشَبَّهة.

[1] في الأصل "أبو الحسين"، وهو القاضي عليّ بن عبد العزيز الجرجاني صاحب "الوساطة بين المتنبي وخصومه".
اسم الکتاب : المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - ت الحوفي المؤلف : ابن الأثير، ضياء الدين    الجزء : 1  صفحة : 262
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست