اسم الکتاب : المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - ت الحوفي المؤلف : ابن الأثير، ضياء الدين الجزء : 1 صفحة : 179
العسلوج[1]، وهلك الهَديّ[2] وفاد الودي[3]، برئنا إليك يا رسول الله من الوثن والعثن[4]، وما يحدث الزمن، لنا دعوة السلام، وشريعة الإسلام، ما طمى البحر, وقام تعار[5]، ولنا نعم همل أغفال، ما تبضُّ ببلال[6]، ووقير كثير الرسل، قليل الرسل[7]، أصابتنا سنيةٌ حمراء مؤزلة ليس لها عللٌ ولا نهل[8].
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "اللهم بارك لهم في محضها ومخضها ومذقها وفرقها [9]، وابعث راعيها الدثر [10] بيانع الثمر، وافجر له الثمد [11]، وبارك له في المال والولد, ومن أقام الصلاة كان مسلمًا، ومن آتى الزكاة كان محسنًا، ومن شهد أن لا إله إلا الله كان مخلصًا، لكم يا بني نهد ودائع الشر ك [12]، ووضائع [13] الملك، لا تلطط [14] في الزكاة، ولا تلحد [15] في الحياة, ولا تتثاقل عن الصلاة".
وكتب معه كتابًا إلى بني نهد: "من محمد رسول الله إلى بني نهد: السلام على من آمن بالله ورسوله، لكم يا بني نهد في الوظيفة الفريضة [16]، ولكم الفارض 17 [1] ما لان واخضرَّ من القضبان, وعسجلت الشجرة: أخرجته. [2] الهدي: ما يُهْدَى إلى مكة لينحر. [3] الودي: الفسيل, وهو النخل الصغار. [4] العثن: الصنم الصغير. [5] جبل ببلاد قيس. [6] الهمل: المهملة، والأغفال: جمع غفل -بالضم، وهو ما لا سمة عليه من الدواب, وبض الماء: بيض سال قليلًا قليلًا, والبلال المبلل، والمراد قلة اللبن. [7] الوقير: القطيع من الغنم، والرسل: القطيع من كل شيء, والرسل: اللبن. [8] سنية: تصغير سنة, وهي القحط والمجاعة، وحمراء: أي شديدة، ومؤزلة: ذات أزل لسكون الزاي، وهو الضيق والشدة. [9] المخض: اللبن الخالص, ومخض اللبن: أخذ زبده، والمذق: اللبن الممزوج بالماء، والفرق: القطيع من الغنم. [10] الدثر: المال الكثير, وقيل: هو الكثير من كل شيء. [11] الثمد: الماء القليل لا مادة له، أو ما يظهر في الشتاء ويذهب في الصيف. [12] أي: الغنائم التي تضمّ من المشركين، وتودع بيت مال المسلمين، ليقووا بها على شئونهم. [13] الوضائع: جمع وضيعة، وهي ما يأخذه السلطان من الخراج والعشور. [14] يقال: لططت عنه حقه إذا جحدته. [15] يقال: ألحد إذا مال ومارى وجادل. [16] الوظيفة النصاب في الزكاة، وأصله الشيء الراتب، والفريضة الهرمة المسنة، والمراد: أنها لا تؤخذ منهم في الزكاة، بل تكون لهم، ويروى "عليكم في الوظيفة الفريضة" أي: في كل نصاب ما فرض فيه.
17 الفارض المسنة كالفريضة، ويروى "العارض" بالعين وهي المريضة، أو التي أصابها كسر.
اسم الکتاب : المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - ت الحوفي المؤلف : ابن الأثير، ضياء الدين الجزء : 1 صفحة : 179