responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - ت الحوفي المؤلف : ابن الأثير، ضياء الدين    الجزء : 1  صفحة : 155
ومن ذلك ما كتبته في كتاب إلى بعض الإخوان جوابًا عن كتاب ورد:
وكان كتابه تأخر عني زمانًا طويلًا، فقلت:
"ولما تأملته ضممته إلي والتزمته، ثم استلمته والتثمته، وعلمت أن المعارف وإن قدمت أيامها -أنساب وشيجة، وتأسيت بالخلق النبوي في العجوز التي كانت تأتي في زمن خديجة".
وهذا مأخوذ من الخبر المنقول عن عائشة -رضي الله عنها، وهو أنها قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يذبح الشاة فيعضِّيها[1] أعضاءً، ويقسمها في أصدقاء خديجة، وكانت تأتيه عجوز فيكرمها ويبسط لها راءه، فسألته عن ذلك فقال: $"هذه كانت تأتينا في زمن خديجة, وحسن العهد من الإيمان".
ومن ذلك ما ذكرته في وصف كتاب، وهو:
"كل سطرٍ منه روضة, غير أنها ليل في صباح، وكل معنىً منه دمية, غير أن ليس على مصورها من جناح".
وهذا مأخوذ من الحديث في تحريم الصور.
ومن ذلك ما ذكرته في وصف كريم وهو:
"فأغنى بجوده إغناء المطر, وسما إلى المعالي سموَّ الشمس, وسار في منازلها مسير القمر, ونُتِجَ من أبكار فضائله ما إذا ادَّعاه غيره قيل: للعاهر الحجر".
وهذا المعنى من قول النبي -صلى الله عليه وسلم: "الولد للفراش وللعاهر الحجر".
ومن ذلك ما ذكرته في وصف الفصاحة، فقلت:
"أفكار الخواطر لا تُسْتَوْلَد على انفرادها, وغايتها أن يتناكح في استنتاج أولادها، وأنا أنكح فكري لفكر نكاح الأنساب، ولا أخاف أن أضوي فأميل إلى الاغتراب".

[1] عُضِّيَت الذبيحة -بالتشديد: جعلتها أعضاء.
اسم الکتاب : المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - ت الحوفي المؤلف : ابن الأثير، ضياء الدين    الجزء : 1  صفحة : 155
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست