اسم الکتاب : المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - ت الحوفي المؤلف : ابن الأثير، ضياء الدين الجزء : 1 صفحة : 125
ومن ذلك ما ذكرته في وصف الأيام، وهو:
"أيام تعدُّ بأعوام لقصر أعمارها، وشهور لا يشعر بأنصافها ولأسرارها[1]، فالأوقات بها أصائل, والمحاسن فيها شمائل, والمآرب في ساعاتها رياض في خمائل، فما أدري أهي خيالات أحلام غرت، أم أحاديث أمان مرَّت؟ ".
وبعض هذا المعنى مأخوذ من أبيات الحماسة2:
شهورٌ ينقضين وما شعرنا ... بأنصافٍ لهنَّ ولا سرار
ومن ذلك ما ذكرته في وصف الإخوان، وهو:
"ليس الصديق من عَدَّ سقطات قرينه، وجازاه بغَثِّه وسمينه، بل الصديق من ماشى أخاه على عرجه، واستقام له على عوجه، فذلك الذي إن رأى سيئة وطئها بالقدم، وإن رأى حسنة رفعها على علم".
وبعض هذا المعنى مأخوذ من أبيات الحماسة3:
إن يسمعوا ريبةً طاروا بها فرحًا ... عني، وما سمعوا من صالحٍ دفنوا
إلّا أنَّ الذي ذكرته ضدَّ هذا المعنى، وقد يستخرج المعنى من ضده، وهو أحسن مما يستخرج من نفسه.
ومن هذا قولي أيضًا، وهو:
"ليس الصديق من صرَّى[4] أخلاف وده, وغش في صفقة عهده, بل الصديق من لا ترد سلعة وده بإقالةٍ ولا عيب، ولا تخص محافظة إخائه بشهادةٍ دون غيب, فلذلك أخي من غير نسب، وكنزي من غير نشب5". [1] السرار من الشهر آخر ليلة منه.
2 ديوان الحماسة 2/ 66.
3 ديوان الحماسة 2/ 179 ونسبه لقضب بن أم صاحب، وهو شاعر إسلامي كان في أيام الوليد بن عبد الملك. [4] صرى الشاة تصرية إذا لم يحلبها أيامًا، حتى يجتمع اللبن في ضرعها، والشاة مصراة.
5 النشب -بفتحتين: المال والعقار.
اسم الکتاب : المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - ت الحوفي المؤلف : ابن الأثير، ضياء الدين الجزء : 1 صفحة : 125