اسم الکتاب : الكامل في اللغة والأدب المؤلف : المبرد، محمد بن يزيد الجزء : 1 صفحة : 92
أنى جزوا عامراً سوءى بفعلهم ... أم كيف يجزونني السوءى من الحسن
أم كيف ينفع ما تعطي العلوق به ... رئمان أنفٍ إذا ضن باللبن1
فقوله: "رئمت لسلمى بو ضيم": أي أقمت لها على الضيم، ويقال: فلان رؤوم للضيم، إذا كان ذليلا راضياً بالخسف.
1 في حاشية الأصل: "قال ثعلب: اجتمع الكسائى والأصعمى بحضرة الرشيد، وكانا ملازمين له، يرحلان برحيله ويقيمان بإقامته، فأنشد الكسائى: "أنى جزوا عامرا ... البيتين" فقال الأصعمي: إنما هم "رثمان" بالنصب، فقال له الكسائى: اسكت! ماأنت! وهذا! يجوز فيه الرفع والنصب والخفض، أما الرفع فعلى الرد على "ما" لأنها في موضع رفع ب"ينفع"، والنصب ب"لتعطى"، والخفض على الرد على الهاء في "به". قال ثعلب: فسكت الأصمعى".وانظر المغتى 41:1.
وفي أمالى القالى: "العلوق: التي ترأم بأنفها وتمنع درها، يقول: فأنتم تحسنون القول ولا تعطون شيئا فكيف ينفعنى ذلك! ".
لأحد الأعراب
وقال أعرابي - أحسبه تميمياً -:
وداهيةٍ بها القوم مفلق ... شديد بعوران الكلام أزومها
أصخت لها حتى إذا ما وعيتها ... رميت بأخرى يستدير أميمها
ترى القوم منها مطرقين كأنما ... تساقوا عقاراٌ لايبل سليمها
فلم تلقني فهاً، ولم تلق حجتي ... ملجلجةً أبغي لهل من يقيمها
قوله: "وداهية" يعني حجة داهي بها القوم مفلقٌ: يريد عجيبة، والفلق وجاء القوم بالفليق، وهذا مشهور كثير في الكلام، ومنه قول خلف الأحمر:
موت الإمام فلقةٌ من الفلق
وأنشدني منشد:
إذا عرضت دويةٌ مدلهمةٌ1 ... وغرد حاديها عملن بنا فلقا2
بفتح الفاء.
1شطر هذ البيت لم يذكر في س، وفي ر بين علامتى الزيادة، ورواه: "داوية".
2 عرض: تعرض. وغرد حاديها: طرب في حدائه. والبيت في إصلاح المنطق لابن السكيت 264،32، وروايته فيه: "فرين بها فلقا". وقال في شرحه: "أى عملن بها داهية من شدة سيرهن. والفلق: القضيب يشق فيعمل منه قوسان، ويقال لكل واحدة قلق". وهو أيضا في اللسان "فلق".
اسم الکتاب : الكامل في اللغة والأدب المؤلف : المبرد، محمد بن يزيد الجزء : 1 صفحة : 92