اسم الکتاب : الكامل في اللغة والأدب المؤلف : المبرد، محمد بن يزيد الجزء : 1 صفحة : 293
قوله: "إن يصبح صداي بقفزة" فالصدى: على ستة أوجه: أحدها ما ذكرنا وهو ما يبقى من الميت في قبره، والصدى: الذكر من البوم، قال ابن مفرغ1:
وشريت برداً ليتني ... من بعد بردٍ كنت هامة2
هتافة تدعو صدى ... بين المشقر واليمامة
ويقال: فلان هامة اليوم أوغدٍ، أي يموت في يومه أو في غده. ويقال ذلك للشيح إذا أسن، والمريض إذا طالت علته، والمحتقر[3] لمدة الآجال. وفي الحد يث أن حسلاً[4] أباحذيفة بن حسل بن اليمان قال لشيخ آخر تخلف معه في غزوةأحدٍ: انهض بنا ننصر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإنما نحن هامة اليوم أو غدٍ وكانا قد أسنا. والصدى: حشوة الرأس. يقال لذلك: الهامة والصدى وتأويل ذلك عند العرب في الجاهلية أن الرجل كان عندهم إذا قتل فلم يدرك به الثأر أنه يخرج من رأسه طائر كالبومة وهي الهامة والذكر: الصدى فيصيح على قبره. اسقوني اسقوني فإن قتل قاتله كف ذلك الطائر. قال ذو الإصبع[5] العدواني أحد بني عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان بن مضر:
ياعمرو إلا تدع شتمي ومنقصتي ... أضربك حيث تقول الهامة اسقوني
والصدى: ما يرجع عليك من الصوت إذا كنت بمتسع من الأرض، أو بقرب جبل، كما قال:
إني على كل إيساري ومعسرتي ... أدعو حنيفاً كما تدعى ابنة الجبل
يعني الصدى، وتأويله أنه يجيبني في سرعة إجابة الصدى. وقال آخر:
كأني إذ دعوت بني سليم ... دعوت بدعوتي لهم الجبالا
1 زيادات ر: "اسمه ربيعة، وسمى مفرغا لأنه شرب سقاءين ففرغهما".
2 شريت هنا: بعت. [3] زيادات ر: رواية عاصم بن أيوب رحمه الله برفع "المحتقر" يرفعه بالابتداء ويضمر الخبر، فيكون التقدير: والمحتقر لمدة الآجال، يقال ذلك له، ورواية ابن سراج بالخفض على العطف". [4] زيادات ر: "حسل أبو حذيفة، هو حسل بن جابر، وهو اليمان، والشيخ الذي تخلف معه ثابت بن وقش الأنصاري". [5] زيادات ر: "هو حرثان من محرث، سمى بذى الإصبع؛ لأنه كان له إصبع زائدة، وقيل: لأن حية عضته في إصبعه".
اسم الکتاب : الكامل في اللغة والأدب المؤلف : المبرد، محمد بن يزيد الجزء : 1 صفحة : 293