اسم الکتاب : الكامل في اللغة والأدب المؤلف : المبرد، محمد بن يزيد الجزء : 1 صفحة : 125
لعلي بن أبي طالب في وصف الدنيا
وقال رجل لعلي بن أبي طالب رحمة الله عليه[1] وهو في خطبته[2]: يا أمير المؤمنين، صف لنا الدنيا، فقال: ما أصف من دار أولها عناء، وآخرها فناء، في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب، من صح فيها أمن، ومن مرض فيها ندم، ومن استغنى فيها فتن، ومن افتقر فيها حزن. [1] س: "رضي الله عنه". [2] ر، س: "وهو في خطيته".
بنو فلان يطؤهم الطريق، تريد أهل الطريق فحذفت"أهل" فرفعت" الطريق" لأنه في موضع، فعلى هذا فقس إن شاء الله.
وقوله "سماوة الهلال"إنما هو أعلاه، ونصب" سماوة": " بطي"، يريد طواه الأين كما طوت الليالي سماوة الهلال. والشاهد على إنه يريد أعلاه قول طفيل:
سماوته أسمال برد محبرٍ ... وسائره من أتحمي مشرعب1
ويروى: " معصب"، وإنما سماوته من قولك: سماء،. فاعلم فإذا وقع الإعراب على الهاء أظهرت ما تبنيه على التأنيث على أصله، فإن كان من الياء أظهرت الياء، وإن كان من الواو أظهرت فيه الواو، تقول شقاوة لأنها الشقوة وتقول هذه إمرأة سقاية: إذا أردت البناء على غير تذكير، فإن بنيته على التذكير قلبت الياء والواو همزتين: لأن الإعراب عليهما يقع، فقلت: سقاء وغزاء يا فتى، فإن أنثت قلت: سقاءة وغزاءة، والأجود فيما كان له تذكير الهمز، وفيما لم يكن له تذكير الأظهار، وإنما السماء من الواو، لأن الأصل سما يسمو إذا ارتفع، وسماء كل شيء سقفه.
وقوله: "حتى احقوقفا" يريد اعوج، وإنما هو افعوعل من الحقف. والحقف: النقا من الرمل يعوج ويدق،.قال الله عز وجل: {إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ} [2]أي بموضع هو هكذا. [1] الأسمال: الأخلاق من الثياب. والمحبر: الموشى. والأتحمى: ضرب من البرود فبه خطوط. والمشرعب، يريد أنه منسوب إلى الشرعبية، وهي ضرب من البرود. [2] سورة الأحقاف 21. والأحقاف: رمال مشرفة على البحر بالشحر من اليمن، وهي مساكن عاد.
اسم الکتاب : الكامل في اللغة والأدب المؤلف : المبرد، محمد بن يزيد الجزء : 1 صفحة : 125