responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد المفصل المؤلف : الحلي، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 162
لم يزل للمدح فيها معتكف ... من يرد يهدي إلى هذي السما
يلتقط من هذه الزهر معي ... ما وعاها الدهر إلاّ مغرما
قال أحسنت فقرط مسمعي
دار مجد مصطفى الفخر بها ... كأبيه حلمه من هضبها
فالورى في شرقها أو غربها ... كلّها تلحظ منه علما
شامخاً هضبته لم تطلع ... خيرها مجداً وأعلى منتمى
في العلى من كلّ ندب أروع
يا عرانين المعالي والشرف ... لكم أهديتها أسنى التحف
كعروس الغيد تجلى وتزف ... فلها البشر بكم زهواً كما
لكم البشر بها في المجمع ... والبسوا الأفراح ثوباً معلما
عنكم طول المدى لم ينزع
ولمّا ختن ولدا أخ الممدوح الماجد المصطفى وهما عبد الغني ومحمّد سليم نظمت هذه الموشّحة لتهنئة أبيها وعمّها:
نصب العشق لعقلي شركا ... من جعود كم سبت ذا ولع
ومن اللحظ بقلبي فتكا ... بسهام ليتها لم تنزع
يا نديميّ على الورد الندي ... من خدود الخرّد الغيد الكعاب
غنّياني بلعوب بالعشي ... ليس غير العطر تدري والخضاب
قد حوى مرشفها العذب الشهي ... شهدة قد لقّبوها برضاب
أطرباني ودعا من نسكا ... إنّما الجنّة تحت البرقع
في محيّا ذات خدر قد حكى ... قمر التمّ بأبهى مطلع
علّلاني برشوف ثغرها ... مرتو خلخالها عطشى الوشاح
غضّة الجيد رهيب خصرها ... لم تكن تبسم إلاّ عن أقاح
طرّقت زائرة تسترها ... طرّة في ليلها يعمى الصباح
بتّ لا أجذبها إلاّ اشتكى ... خصرها ممّا تلوّى ولعي
لفنا الشوق وقال احتبكا ... بعناق وبضمّ ممتع
غادة قامتها الغصن الوريق ... فوقه ريحانة الفرع ترف
صدغها والخد آس وشقيق ... فتروّح وإذا شئت اقتطف
خالها والريق مسكٌ ورحيق ... فتنشق وكما تهوى ارتهف
نصبت ألحاظها معتركا ... غير عذريّ الهوى لم يجمع
جفنها في سيفه كم سفكا ... من دم لولا الهوى لم يضع
معركٌ للشوق كم فيه مقام ... لأخي قلب من الوجد صديع
وبه كم قلبت أيدي الغرام ... بين ألحاظ الغواني من صريع
ودعت حوراؤه موتوا هيام ... فلدينا أجركم ليس يضيع
في سبيل الحب ما قد هلكا ... فمعي يمسي ومن يمسي معي
كان في جنّة حسني مسلكا ... أينما مدّ يداً لم يمنع
أقبلت سكرى ومن خمر الصبا ... عطفتها نشوة الدلّ عليك
تسرق النظرة من عين الظبا ... وبلحظ فاتر ترنو إليك
تخذت ماشطة كفَّ الصبا ... كلّما رجّلت الجعد لديك
نثرت مسكا بذي البان ذكا ... فسرت نفحته في لعلع
كم تستّرت بها فانهتكا ... ذلك الستر بطيب المضجع
ونديم لفظه العذب الرخيم ... كنسيم الورد في رقّته
قبله ما خلت ولدان النعيم ... بعضها يسرق من جنّته
إنّما آنست يا قلبي الكليم ... شعلةً في الكاس من وجنته
لا تقل كيف من الكاس ذكا ... جمرُ خدّيه معاً في أضلعي
فذكاً وهي تحلُّ الفلكا ... إن تقابل بزجاج تلذع
عدّ عن ذكرك ربّات الخدور ... واعدلي ذكر أرباب الحسب
وادر راح التهاني والحبور ... للندامى واطرح بنت العنب
فصبا الأفراح عن نور السرور ... فتحت يا سعد أكمام الطرب
والعلى والمجد بشراً ضحكا ... في سرور قال للسعد أسطع
إن يكن قطعاً ففيه اشتركا ... بسرور ليس بالمنقطع
طاولوا الشمَّ بني الشم الرعان ... والبسوا الفخر على طول السنين
ما أتمّ المجد فيكم فالزمان ... منكم العليا به في كلّ حين
لم تلد إلاّ غنيّاً عن ختان ... وسليماً من زيادات تشين
كلّكم في منبت العزّ زكا ... وكطيب الأصل طيب المفرع
من نرى منكم نخله ملكا ... قد ترائى بشراً في المجمع
لكم البشرى ذوي الفخر الأغر ... بسليلي أكرم النّاس قبيل
لست أدري أفهل أنتم أسرّ ... بهما اليوم أم المجد الأثيل
وهل العلياء عيناها أقرّ ... بهما أم عين ذي الرأي الأصيل
مصطفى المعروف من لو ملكا ... حوزة الأقطار لم تتّسع

اسم الکتاب : العقد المفصل المؤلف : الحلي، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 162
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست