responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد المفصل المؤلف : الحلي، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 144
إن ينتقم فحقوق الله يأخذها ... وليس يلغي حقوق الله إن غفرا
حلو السجايا رقيق طبعه عذبت ... له خلائق ينفي صفوها الكدرا
خلائق كالحميا لو ترشفها ... من كان يبغضه في حبّه سكرا
آنستِ يا وحشة الدنيا بذي كرم ... أحيى بجدواه ميت الجود فانتشرا
ليس السحائب تحكيه وقد علمت ... من كفّه ماؤها قد كان معتصرا
ولا البحار تضاهيه وإن طفحت ... أمواجها فهي بخلاً تكنز الدررا
يا من نرى النّاس أنّى عاب غائبةً ... جميعها وحضوراً أينما حضرا
أمجلساً لك هذي الأرض قد جمعت ... أم أنت قد ضمنت أبرادك البشرا
إنّ الصدارة لم يصلح سواك لها ... كأنّها أبداً عينٌ وأنت كرى
لا زال سعدك بالإقبال مقترناً ... يستخدم المبهجين الفتح والضفرا
وكان عبد الباقي أفندي العمري نظم قصيدة في مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأرسلها إليّ طالباً تخميسها فخمّستها وأرسلتها إليه، فبعث إليّ بمقطوعة يمدحني بها على ذلك - وستأتيان في حرف القاف - فبعثت إليه بهذه القصيدة شاكراً:
باتت تروّحني بنشر عبيرها ... بيضاء تجلو النيّرين بنورها
وجلت عَلَيّ مدامةً بمفاصلي ... منها وجدت فتور عين مديرها
ورأيت شعلة خدّها من كأسها ... قد أوجستها مهجتي بضميرها
ودنت إليّ فأسفرت عن وجنة ... حسداً تموت الشمس عند سفورها
ورنت بناظرتي عقيلة ربرب ... بكرت تريع إلى نطاف غديرها
وصفت لعيني في بدايع حسنها ... حور الجنان فخلتها من حورها
ثمّ انثنت غنجاً تصدُّ بمقلة ... سرقت من الآرام لحظ غريرها
وتستّرت بضفائر لو تحتها ... سرت الكواكب مااهتدت لمسيرها
باتت ترفرف بين أنفاس الصبا ... وتضوع بين ورودها وصدورها
حتّى لقد حملت شذىً من عرفها ... أشفقت تعرفه الورى بعبيرها
فوددت أقطع كفَّ ماشطة الصبا ... كي لا ترجّل جعدها بمرورها
ولئن ضننت على النسيم بها فلا ... عجبٌ ولو وافى بوقت هجيرها
فبمقلتي لو لم أخف إنسانها ... لحجبتها عن لحظ عين سميرها
وكذبت ما في العين إنسان ولا ... في العالمين صغيرها وكبيرها
من أين إنسان لعيني غيرها ... والناس غير أبي الحسين أميرها
ألها أميرٌ في البلاغة غيره ... وبها تشير إليه كفّ مشيرها
ولئن إليه غدت تشير فإنّها ... ما أدركته بفكرها لقصورها
فرأت مناقب منه فاروقيّهً ... ما إن تزيّنت العلى بنظيرها
ومآثراً عمريّة بقليلها ... كثرت عداد الشهب لا بكثيرها
نفحت بعارفة عَلَيّ خطيرة ... قد أفحمت منّي لسان شكورها
جذبت بضبعي فارتقيت بها على ... هام المجرّة رافلاً بجبيرها
فلو أنّ أعضائي تحوّل ألسناً ... تثني عليه إلى انقطاع دهورها
بقصائد حبّات قلبي لفظها ... وسواد أحداقي مداد سطورها
ما كنت أبلغ شكرها فيه ولو ... أنّي ملأت الكون في تحريرها
هو ذاك منتجع الفصاحة مجتنى ... ثمر البلاغة مستمدّ غزيرها
ربّ القوافي السائرات بحيث لم ... يقطع نهاية سيرها ابن اثيرها
وكميُّ مزبرة ترى لسن الضبا ... خرساً إذا نطقت بآي زبورها
من عن لسان الروح أصبح ناطقاً ... لا عن لسان لبيدها وجريرها
بزواهر نجمت فأطفأ ضوئها ... شعل النجوم الزهر عند ظهورها
وكأنّما طبعت بمرآة السما ... بدل الكواكب شكلهنّ بنورها
لم ينشها إلاّ عقوداً ناثراً ... لنظيمها أو ناظماً لنثيرها
مدحاً يفصّلهنّ مابين الورى ... لنذيرها الهادي وآل نذيرها
إنّ القوافي ما برحن فواركاً ... لم تمنح الشعراء غير نفورها
واليوم قد صارت طروقة فحلها ... منه وفرّ نفارها بمصيرها
مسكت خطام قيادها يده وهم ... لم يمسكوا إلاّ خطام غروّها
فله ذكور اللفظ دون إناثها ... ولهم إناث اللففظ دون ذكورها
لا زال منها ناظماً مالم يدع ... فضلاً لأوّلها ولا لأخيرها
فصل في التهاني
قلت مهنّياً لأبيه محمّد الصالح وقد عوفي من مرض شديد:

اسم الکتاب : العقد المفصل المؤلف : الحلي، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 144
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست