responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد المفصل المؤلف : الحلي، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 131
ولفكري وهو في إذهاله ... للئالي نظمه ينتقد
يالساني قل به ما شئته ... علّني أشفي به ما أجد
طارح الورقاء في النوح عسى ... هي إن طارحتها لي تسعد
عدمت نفسي ظلّي إن يكن ... كبدي عنه يزول الكمد
فلأعطي كمدي من كبدي ... حقّه حتّى يذوب الكبد
فالأسى آيست منه حيث ما ... للأسى إلاّ لقاه موعد
هو نفسي كيف أسلو بعده ... هل سلا حوباه قبلي أحد
هو من بيت رفيع في العلا ... أبداً ما لعلاه أمد
سكنته عترة المجد التي ... طاب منها في القديم المحتد
قد دهتها نكبة أحلمها ... ظلَّ من دهشته يرتعد
ولعمري رزءُ آل المصطفى ... ما خلا في الأرض منه بلد
تعس الدهر أهل مطروفةٌ ... عينه أم قد عراها رمد
فرمى من حيث لا يبصر من ... غرر الأيّام فيه تسعد
يا أبا المهدي إن ضلَّ الورى ... عن سبيل الصبر أنت المرشد
فقبيحٌ إنْ أقلْ صبراً لمنْ ... سنن الصبر إليه تسند
وعلى أطهر من ماء السما ... منه أطراف حباه تعقد
لا دهاكم بعد هذا فادح ... ما غدى في الأرض راس وتّد
وبقيتم سرمداً عيشكم ... هو في عزّ علاكم رغد
تمّ بعون الله وتوفيقه الجزء الأوّل من كتاب "العقد المفصّل" تأليف الشاعر الكبير المفلق الشهير أبي الحسين السيّد حيدر بن السيّد سليمان الحسيني الحلّي ويليه الجزء الثاني أوّله الباب التاسع: حرف الذال.
@الجزء الثاني الحمد لله الذي جعل محمّداً حسن السجايا، وفضّله على جميع البرايا، وخصّه من بين العرب بغاية الفصاحة ونهاية الأدب.
وبعد؛ فهذا هو الجزء الثاني من الكتاب المرسوم ب "العقد المفصل" في قبيلة المجد المؤثل، وهو كسابقه في فصوله وأبوابه ونكات أغرابه وإعجابه، قد جمع من فنون النظم والنثر ما يزري بعقود الدر، وحوى من الإستحسانات البديعية والإستظرافات الأدبيّة والنوادر الغريبة والحكايات العجيبة ما يرتاج إليه أهل الأدب، وتسكن إليه نفوس ذوي الفضل، والله أسأل أن يقع منهم موقع الإعجاب والإطراب.

الباب التاسع في قافية الذال
وفيها فصل واحد وهو في الثناء
قلت فيه هذه المقطوعة:
قل لأبي الهادي الذي ما أخذت ... بنوا الثنا من الثنا ما أخذا
لله في ثوب الزمان واحد ... منك بغير المدح ما تلذّذا
سموت فانحطَّ سواك قائلاً ... من طلب الرفعة فليسم كذا
يرقى ذرى العلياء من بحجرها ... نشى وفي لبانها المحض اغتذى
ذوفكرة لم ترم في شاكلة ... بسهمها إلاّ وفيها نفذا
وذولسان في الخصام لم يزل ... أقطع من حدّ حسام شحذا
يسكت لكن بجواب حاضر ... يترك أكباد الخصوم فلذا
فاردد أحاديث الصبا إن كنَّ لم ... يروين عن شمائل منه الشذا
لا حبّذا إن لم يذعن نشره ... وإن أذنَ نشره فحبّذا
كم قد أقام الدهر عن فريسة ... من برثن الخطب لها منتقذا
يطرد شيطان العنا عن نفسه ... من بسماح كفّه تعوّذا
حكى رجاء الوفد لولا جوده ... يونس لمّا بالعراء نبذا
قولي: يسكت لكن بجواب حاضر الخ لا بأس أن أذكر في هذا المقام من الأجوبة المستحسنة والمسكتة نبذة ممتعة: قال السيّد المرتضى في الدرر: أخبرنا أبو عبد الله المرزباني قال: حدّثني عبد الواحد بن محمّد الخصيبي قال: حدّثني أبو علي أحمد بن إسماعيل قال: حدّثني أيّوب بن الحسين الهاشمي قال: قدم على الرشيد رجل من الأنصار وكان عريضاً يقال له نفيع، فحضر باب الرشيد يوماً ومعه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وحضر موسى بن جعفر عليهما السلام على حمار له فتلقّاه الحاجب بالبشر والإكرام وأعظمه من كان هناك وعجّل له الإذن، فقال نفيع لعبد العزيز: من هذا الشيخ؟ قال: أوما تعرفه؟ قال: لا، قال: هذا شيخ آل أبي طالب، هذا موسى بن جعفر عليهما السلام. فقال: ما رأيت أعجز من هؤلاء القوم يفعلون هذا برجل يقدر أن يزيلهم عن السرير، أمّا لئن خرج لأسوئنّه. فقال له عبد العزيز: لا تفعل فإنّ هؤلاء أهل بيت قلّما تعرّض لهم أحد في خطاب إلاّ وسموه في الجواب سمةً يبقى عارها عليه مدى الدهر.

اسم الکتاب : العقد المفصل المؤلف : الحلي، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 131
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست