responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 93
الطريد "خليعا"[1].
ويحدث الخلع لأسباب متعددة، تدور كلها حول هذا الأساس، فقد يحدث أن يقتل أحد أفراد القبلة فردا منها، وهنا تجد القبيلة نفسها في موقف حرج، فالقاتل والمقتول كلاهما من أبنائها، ولكل منهما حق الحماية والنصرة. وهنا يضطر سادة القبيلة إلى أن يقوموا بدور الوسيط بين الفريقين، حتى لا يؤدي الأمر إلى انقسام القبيلة على نفسها، "فتجتمع جماعة من الرؤساء إلى أولياء المقتول بدية مكملة، ويسألونهم العفو وقبول الدية، فإن كان أولياؤه ذوي قوى أبوا ذلك، وإلا قالوا لهم: بيننا وبين خالقنا علامة للأمر والنهي، فيقول الآخرون: ما علامتكم؟ فيقولون: أن نأخذ سهما فنرمي به نحو السماء، فإن رجع إلينا مضرجا بالدم فقد نهينا عن أخذ الدية، وإن رجع كما صعد فقد أمرنا بأخذها"، ونتيجة هذا "الإجراء التمثيلي" معروفة طبعا، فما رجع ذلك السهم قط إلا نقيا، وهنا يمسح القوم لحاهم علامة للصلح، ويصالحون على الدية[2]، وهكذا تحل المشكلة هذا الحل السلمي الذي يحفظ على القبيلة وحدتها. ولكن المشكلة تظل قائمة إذا رفض أولياء الدم الدية، وأصروا على الثأر، وهنا تحل المشكلة على أحد وجهين: إما أن يقتل القاتل بأيدي قومه، وإما أن تخلعه قبيلته[3]، حتى تترك لأولياء الدم حرية التصرف

[1] في لسان العرب: مادة "خلع". والخليع: الرجل يجني الجنايات يؤخذ بها أولياؤه، فيتبرءون منه ومن جنايته، ويقولون إذا خلعنا فلانا فلا نأخذ أحد بجناية تجنى عليه، ولا نُؤاخذ بجناياته التي يجنيها". وفي النهاية لابن الأثير "المادة نفسها" "كانت العرب يتعاهدون ويتعاقدون على النصرة والإعانة، وأن يؤخذ كل منهم بالآخر، فإذا أرادوا أن يتبرءوا من إنسان قد حالفوه أظهروا ذلك إلى الناس، وسموا ذلك الفعل خلعا، والمتبرأ منه خليعا أي مخلوعا، فلا يُؤخذون بجنايته، ولا يُؤخذ بجنايتهم، فكأنهم قد خلعوا اليمين التي كانوا قد لبسوها معه، وسموه خلعا وخليعا مجازا واتساعا". وفي أساس البلاغة "المادة نفسها" "وكان الرجل في الجاهلية إذا غلبه ابنه، أو من هو منه بسبيل، جاء به إلى الموسم، ثم نادى: يا أيها الناس هذا ابني فلان، وقد خلعته، فإن جر لم أضمن، وإن جُر عليه لم أطلب، يريد قد تبرأت منه".
[2] البغدادي: خزانة الأدب 2/ 137. ويسمى هذا السهم الاعتذار، كما يسمى أيضا العقيقة.
[3] smith; kinship and marriage in early arabia, P. 25.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 93
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست