responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 87
ومرد ذلك، عندي، إلى أمرين:
أولهما: طبيعة المنطقة الجغرافية، فهي منطقة جبلية تمتد على طول الساحل الشرقي للبحر الأحمر، "مقبلة من قعرة اليمن حتى تبلغ أطراف بوادي الشأم"1 "في عرض أربعة أيام في جميع طول السراة، يزيد كسر يوم في بعض هذه المواضع، وقد ينقص مثله في بعضها"[2]، وترتفع بعض ذراها إلى خمسمائة وألفين من الأمتار[3]. وفي الجبال تشتد عضلات الأرجل إلى درجة غير عادية نتيجة لطبيعة الأرض، وما تستلزمه من صعود وهبوط دائمين، ويقرر الدارسون "أن الطبيعة تمنح سكان الجبال عضلات في سقانهم من حديد ليتسلقوا بها المرتفعات"[4].
والآخر: أن هذه المنطقة الجبلية المجدبة ليست بالمنطقة الصالحة لتربية الخيل؛ لأن الخيل لا تربى إلا في البقاع الخصبة[5]، ومن هنا اعتمد هؤلاء الصعاليك على أقدامهم في كل تحركاتهم.
ولهذا السبب أيضا نلاحظ أن عروة وصعاليكه ممن كانوا يغيرون على منطقة نجد وشمالي الجزيرة العربية لم يذكر عنهم أنهم كانوا من العدائين أو الرجليين، وإنما كانوا يستخدمون الخيل أحيانا[6]، وذلك لأن هذه المناطق مناطق خصبة تصلح لتربية الخيل، وهم يذكرون أن "في نجد وحدها أعز الخيول العربية وأرشقها"[7].
والواقع أن هذه الظاهرة، ظاهرة شدة العدو الخارقة للعادة ليست الأمر المستحيل الذي يأباه واقع الحياة، فإننا نجد في حياتنا الواقعية التي تحيط بنا

1 الهمداني: صفة جزيرة العرب 1/ 48.
[2] المصدر السابق 1/ 67.
[3] جوستاف لوبون: حضارة العرب/ 51.
[4] semple; influences of geographic environment, P. 1.
[5] جوستاف لوبون: حصارة العرب/ 55.
[6] انظر ديوان عروة/ 68، 69، 111.
[7] جوستاف لوبون: حضارة العرب/ 55.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 87
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست