responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 77
[4]- التضاد الجغرافي وأثره في توجيه حركات الصعاليك:
وتتدخل ظاهرة "التضاد الجغرافي" مرة أخرى لترسم لهؤلاء الصعاليك المغامرين طريقهم، وتحدد لهم مناطق نشاطهم، فتكون هي تلك المناطق الخصبة التي تعرفها الجزيرة العربية.
ويلاحظ الدارسون أن هذه الصراع هو الصلة الجغرافية الطبيعية بين الصحاري المقفرة والوديان الخصبة، بين أرض الفقر وأرض الثراء[1]، فمنذ أقدم العصور، وهذا النطاق الصحراوي الذي يطوق الدنيا القديمة، يرسل على الوديان الخصبة المجاورة موجات متلاحقة من القبائل المغيرة الباحثة عن الخصب في تلك الأرض الطيبة، عندما تقل لديها موارد الرزق، ويحرق جفاف الصيف المراعي، ويجفف موارد المياه[2]. وليس من الممكن أن يعيش بدو الصحاري وحضر السهول الزراعية في أي مكان متجاورين في سلام وإنما هي الغارات والاعتداءات والثارات[3]، حتى ليعد هذا النطاق الصحراوي منطقة تقدم لكل أعداء النظام الحماية والأرض الصالحة للتجنيد[4].
هكذا اتخذ صعاليك العرب من مناطق الخصب في الجزيرة العربية أهدافا لهم يتجهون إليها، ومناطق نشاط يعملون فيها، حتى إننا لو رسمنا مصورا جغرافيا لحركات الصعاليك في الجزيرة العربية، ووضعنا عليه السهام التي تبين الاتجاهات -كما يفعل أصحاب الخطط الحربية- لوجدنا هذه السهام تخرج من مناطق الجدب، وتتجه رءوسها إلى مناطق الخصب. ويذكر تأبط شرا أن أهدافه هي تلك المزارع الخصبة حيث الماء والزرع والماشية:

[1] semple; influences of geographic environment, P. 487.
[2] ibid., P. 7.
[3] ibid,. P. 492.
[4] o'leary; arabia before muhammed, P. 3.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست