اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 71
لا يطاق، وذلك لأنها لا تبعد عنها أكثر من سبعين ميلا[1]، ولم يكن الطائف مصيف أهل مكة وحدهم، وإنما كانت مصيفا لغيرهم من القبائل حتى البعيدة عنها، فقد كانت بعض القبائل تقبل إليها من نجد، كما كان يفعل بنو عامر بن صعصعة الذين كانوا يتصيفونها "لطيبها وثمارها، ويتشتون بلادهم من أرض نجد"[2]، وتقوم الطائف قريبا من ربوة من تلك الربى الخصبة[3] فوق تلال غزوان[4]، وتلتف بها الجنات والكروم[5]، وشهرة كرون الطائف وأعنابها شهرة قديمة عرفت بها[6]. ومن مصادر خصب الطائف الأساسية وفرة المياه فيها "فالأمطار الموسمية تدوم بها من أربعة أسابيع إلى ستة، وعندما تنقطع تكثر الآبار التي تصلح لسقي حدائقها"[7]، هذا إلى طبيعة جوها الذي يساعد على نمو كل الفاكهة التي يعرفها جنوبي أوربا[8]، فالحرارة في أوقات الظهيرة ليست ثقيلة، والليالي ذوات جو منعش[9].
ومن مناطق الخصب في الجزيرة العربية أيضا يثرب والوديان التي حولها، فقد اشتهرت الوديان الواقعة في هذه المنطقة البركانية، منطقة الحرات، بخصبها الشديد بالنسبة إلى ما حولها[10]. ومرد خصب هذه المنطقة إلى أمرين: طبيعة الأرض، فإن تفكك الصخور البركانية فيها يحفظ على الأرض خصبها، ثم وفرة المياه، فهناك وادي إضم، والآبار، والصخور البركانية التي تجمع [1] zwemer; arabia, the gradle of islam, P. 45. [2] البكري: معجم ما استعجم 1/ 77. [3] sedillet; hist. generale des arabes, tom i,. P. 12. [4] ency. of islam; art. arabia, P. 368. [5] zwemer; arabia, the gardle of islam, P. 45. [6] ency. of islam; art. arabia, P. 368, & lammens; le berceau de i'islam, vol. i, P. 90. [7] zwemer; arabia, the gradle of islam, P. 45. [8] ency. of islam; art. arabia, P. 368. [9] doughty; travels in arabia deserta, vol. ii, P. 525. [10] ency. of islam; art. arabia, P. 368.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 71