responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 42
عدوهم، كما كانوا يرون فيه وسيلة للنجاة حتى يستأنفوا القتال في ظروف أشد ملاءمة لهم. يقول أبو خراش الهذلي الصعلوك:
فإن تزعمي أني جبنت فإنني ... أفر وأرمي مرة كل ذلك
أقاتل حتى لا أرى لي مقاتلا ... وأنجو إذا ما خفت بعض المهالك1
فهو يدافع عن فراره، ويرى أنه ليس دليلا على جبنه، وإنما هو "خطة موضوعة" يضطر إليها حين يصبح القتال "مغامرة انتحارية" لا أمل فيها، حتى ينجو من هلاك محقق، فيستأنف القتال حين يصبح القتال أمرا مضمون العاقبة.
ومن أشد ما يلفت النظر من مظاهر هذه القوة الجسدية سرعة العدو الخارقة للعادة التي اشتهرت بها هذه الطائفة من الصعاليك، حتى ليطلق عليهم أحيانا اسم "العدائين"[2]، أو"الرجليين" أو "الرجيلاء"[3]، كأنما أصبحت سرعة العدو ظاهرة مميزة لهم، وصفة ملازمة يعرفون بها. والمثل يضرب بجماعة منهم في سرعة العدو، فيقال "أعدى من الشنفرى"[4]، و"أعدى من السليك"[5]، و"أمضى من سليك المقانب"[6]. وتصفهم مصادر الأدب

1 ديوان الهذليين 2/ 169 - وحماسة الخالديين "مخطوطة" ورقة رقم 397.
[2] انظر على سبيل المثال: الأغاني 18/ 133، 210 - والبغدادي: خزانة الأدب 2/ 17 - والميداني: مجمع الأمثال 1/ 431 - والنيسابوري: لطائف المعارف "مصورة" لوحة رقم 77 - وتاج العروس: مادة "شفر" ومادة "شنفر".
[3] في تاج العروس "مادة رجل" "والرجيلاء كغميصاء، والرجليون محركة، قوم كانوا يعدون". وهما تسميتان تترددان كثيرا في مصادر الأدب العربي وفي كتب اللغة، انظر على سبيل المثال ابن قتيبة: الشعر والشعراء/ 214 - والمرزباني: معجم الشعراء/ 468 - والآمدي: المؤتلف والمختلف/ 67 - والمبرد: نسب عدنان وقحطان/ 9 - وابن حبيب: المحبر/ 433 - وابن دريد: جمهرة اللغة 1/ 140 - وابن عبد ربه: العقد الفريد 3/ 347.
[4] الميداني: مجمع الأمثال 1/ 430 - وتاج العروس: مادة "شفر" ومادة "شنفر".
[5] المصدران السابقان: الميداني/ 431 - والتاج: مادة "سلك".
[6] الميداني: مجمع الأمثال 2/ 233 - والأغاني 18/ 137 - وابن عبد ربه: العقد الفريد 3/ 70 - وابن دريد: جمهرة اللغة 1/ 323.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست