responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 37
ويصرح مرة أخرى بأنه يخجل من الوقوف وسط قطعان الغنم، وقد حمل في يده عصا طويلة حتى أشبه ذلك الطائر المائي الطويل المنقار وقد وقف في مستنقع من مستنقعات المياة الضحلة:
ولست براعي ثلة قام وسطها ... طويل العصا غرنيق ضحل مرسل1
فهم لا يرتضون لأنفسهم إلا تلك الأعمال الأساسية التي يقوم عليها المجتمع البدوي كالغزو والإغارة. يقول تأبط شرا:
متى تبغني ما دمت حيا مسلما ... تجدني مع المسترعل المتعبهل2
ولكنه في الطليعة المتقدمة بين القادة والأبطال.
ثم هم -برغم فقرهم وما يلاقونه من مجتمعهم- كرماء، حتى ليضرب بهم المثل في الكرم[3]، ويُقرن عروة بحاتم الطائي الذي يعد في نظر العرب المثل الأعلى للجود والسخاء، وقد قال عبد الملك بن مروان: من زعم أن حاتما أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد[4] وأبدى تعجبه من أن الناس ينسبون الجود والسخاء إلى حاتم ويظلمون عروة[5]، ووصفه الأصمعي بأنه "شاعر كريم"[6]. والواقع أننا لسنا في حاجة إلى هذه الشهادات وأمثالها؛ لأن أخبار عروة نفسها تفيض بأحاديث كرمه، بل إن الرغبة في الكرم التي كانت تملأ عليه نفسه كانت بعض الدوافع التي دفعته إلى تلك الثورة الاقتصادية التي أعلنها في المجتمع الجاهلي:

1 لسان العرب: مادة "رسل" - الثلة: جماعة الغنم. والغرنيق: طائر مائي. ورجل مرسل: كثير الرسل أي اللبن.
2 لسان العرب: مادة "رعل"، ومادة "عبهل" - المسترعل: الذي ينهض في الرعيل الأول، أو الخارج في الرعيل، أو هو قائد الفرسان. والمتعبهل: الممتنع الذي لا يمنع.
3 "كل صعلوك جواد" "الميداني: مجمع الأمثال 2/ 90".
[4] الأغاني: 3/ 74.
[5] انظر ابن السكيت: شرح ديوان عروة/ 190.
[6] الأصمعي: فحولة الشعراء "مخطوطة" ورقة رقم 3 - والمرزباني: الموشح/ 80.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 37
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست