responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 341
عادة على طول هذه الطرق، وبالقرب من هذه الأسواق. ورأينا أن الصعاليك قد استغلوا هذه الأسواق استغلالا آخر فكانت لهم فرصة ينتقون فيها ضحاياهم.
وقد عللنا كثرة الصعاليك في منطقة السراة حول مكة بوقوع هذه المنطقة على الطريق التجاري، وبوجود ثلاث أسواق مشهورة فيها ورأينا أن هذه الأسواق قد شهدت السطور الأولى من قصة طائفتين من طوائف الصعاليك هما طائفة الأغربة وطائفة الخلعاء، ففي هذه الأسواق -أو في بعضها على الأقل- كانت تجري تجارة الرقيق التي كانت سببا في نشأة طبقة الأغربة، وفيها -أو في الأسواق الأساسية منها- كان الإعلان الرسمي الذي تذيعه القبائل عن خلعها بعض أفرادها الخارجين عليها.
ورأينا أن المدن العربية قد عرفت لونا من النشاط التجاري الذي ترتب عليه تضم الثروة وتركزها في أيدي نفر قليل من أهلها، الأمر الذي أحدث لونا من الاختلال الاقتصادي، نشأت عنه كثرة عدد الصعاليك الذين كانوا في حالة سيئة حملت أكثرهم على الهرب إلى الصحراء واللحاق بعصابات الصعاليك المنتشرة بها.
فإذا مضينا إلى داخل البادية العربية وجدنا ثمة صراعا بين طبقة أصحاب الإبل وطبقة الصعاليك، وقد رددنا هذا إلى التفاعل بين ظاهرتين متناقضتين: ظاهرة البعد الاقتصادي، وظاهرة القرب النفسي، ورأينا أن مادة هذا الصراع التي دار حولها كانت عادة الإبل؛ لأنها الثروة الأساسية في المجتمع البدوي، وإن لم يمنع هذا من أن تمتد أيدي الصعاليك إلى أية غنيمة تعرض لهم.

اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 341
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست