اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 337
ويدور الجزء الأكبر من شعر الشنفرى حول هذا الصراع بينه وبين بني سلامان، والجزء الباقي منه حول أحاديث تصعلكه وفقره وتشرده وغاراته على غير بني سلامان.
ويساير هذا الشعر حياة الشنفرى منذ طفولته، فهم يروون له بيتين يخاطب بهما أمه بعد مقتل أبيه وموت أخيه[1]، تظهر فيهما قوة نفسه وبراعم تمرده الأولى.
فإذا ما لطمته الفتاة السلامية سجل هذه الحادثة البعيدة الأثر في حياته، وسجل أسفه لأن هذه الفتاة المغرورة لا تعرف شيئا عن نسب أبيه وأمه، ثم يتحدث إليها عن كرم نسبه[2].
ثم إذا ما بدأ الصراع المرير بينه وبين بني سلامان حرص على أن يسجل كل شيء في شعره: تهديده لهم، وتربصه بهم، وأحاديث غاراته عليهم، ويصف أسلحته التي يستخدمها، ويتحدث عن رفاق غاراته، وعن أعدائه وضحاياه، حتى إذا ما أمسك به أعداؤه وقطعوا يده رثاها بأرجوزة[3]، هي مزيج من الحزن والفخر حتى لا يشمت أعداؤه به، فإذا ما أخذوا يسخرون منه ويسألونه أين يدفنونه رد عليهم بمقطوعة رائعة[4]، تظهر فيها قوة نفسه، فهو لا يحرص على أن يدفن، وإنما كل ما يُوصى به أن يلقوا بجسده إلى الضبع، رفيقة تشرده.
وإلى جانب هذا التسجيل لأحاديث الصراع بينه وبين بني سلامان سجل [1] ديوانه المطبوع/ 37. والأغاني 21/ 137. وابن الأنباري/ 196. مع اختلاف في الروايات. [2] ديوانه المطبوع/ 40، 41, وديوانه المصور: لوحة رقم 2. والأغاني 21/ 134، 142. [3] ابن حبيب: كتاب المغتالين "مصورة" لوحة رقم 93، وديوانه المصور لوحة رقم 4، 5 والأغاني 21/ 138. وديوانه في الطرائف الأدبية/ 40. [4] ابن حبيب: كتاب المغتالين "مصورة" لوحة رقم 93، 94 وابن الأنباري: شرح المفضليات/ 197، وديوانه المصور لوحة رقم 6، 7، والأغاني 21/ 136، وديوانه في الطرائف الأدبية/ 36، والشعر والشعراء/ 18، 19، والعقد الفريد 1/ 118-119.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 337