responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 302
أرقت له مثل لمع البشير ... يقلب بالكف فرضا خفيفا1
وهي صورة -كما نرى- تستمد أصباغها من اللون المشرق من حياة المغامرة التي يحياها هؤلاء الصعاليك، ومن هنا جاءت طرافتها.
وحين يرسم أبو الطمحان صورة لشيخوخته، يستخدم لونين من ألوان الحياة الاجتماعية التي عاشها وتركت رواسبها في تفكيره، فالدهر قد حناه حتى صار كالصياد الماكر الذي يحني قامته ليخفي شخصه عن صيد يدنو منه، وهو قد أصبح قريب الخطو متثاقلا كالأسير المقيد:
حنتني حانيات الدهر حتى ... كأني خاتل يدنو لصيد
قريب الخطو يحسب من رآني ... ولست مقيدا أني بقيد2
وهذان اللونان اللذان استخدمهما أبو الطمحان عاش في جوهما زمنا طويلا، فليس من شك في أن حياته صعلوكا اتصلت بالصيد اتصالا قريبا، وليس من شك أيضا في أن حياته مستجيرا في مكة بعد خلعه جعلته قريبا من تلك الأسواق التي تستقبل الأسرى لتنقلهم من قيود الأسر إلى قيود العبودية.
ويستخدم الشعراء الصعاليك ألوان المقامرة كثيرا في رسم صورهم التشبيهية. فالظبي المفزع عند أبي خراش ينطلق مسرعا كما ينطلق القداح المعلم يرسله الضارب بالقداح:
يطيح إذا الشعراء صاتت بجنبه ... كما طاح قدح المستفيض الموشم3
وصاحبه في المرقبة يظل متربصا فوقها كأنه قدح كثير الفوز قد جعل صاحبه فيه علامة لشدة اعتزازه به وحرصه عليه:
يظل في رأسها كأنه زلم ... من القداح به ضرس وتعقيب4
والصعلوك العامل الذي يمدحه عروة يظل مصدر تهديد لأعدائه مطلا

1 ديوان الهذليين القسم الثاني/ 69، وشرح أشعار الهذليين 1/ 43 وقد آثرت معنى البيت كما ورد في المصدر الأول - والفرض هنا الترس.
2 الأغاني 11/ 130 "بولاق"، والسجستاني: كتاب المعمرين / 63.
3 ديوان الهذليين القسم الثاني/ 146.
4 المصدر السابق/ 161.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 302
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست