اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 250
للقبيلة يدين بيضاوين في يومين من أيامها. والطريف حقا أن حاجزا يبدأ إحدى هذه القصائد كما يبدأ الشعراء القبليون قصائدهم بالنسيب[1]، فيحيي صاحبته ويدعو لها بالسلامة، ثم يصفها ويتحدث عن صرمها له وبعدها عنه، ثم ينتقل -كما يفعل الشعراء القبليون أيضا- إلى الحديث عن ناقته ورحلته عليها، ثم ينتقل انتقالا مفاجئا -كعادة الشعراء القبلين أيضا- إلى الحديث عن قومه.
وكما يفخر حاجز بقومه يذكر أيامهم التي انتصروا فيها:
إن تذكروا يوم القرى فإنه ... بواء بأيام كثير عديدها
فنحن أبحنا بالشخيصة واهنا ... جهارا فجئنا بالنساء نقودها
ويوم كراء قد تدارك ركضنا ... بني مالك والخيل صعر خدودها
ويوم الأراكات اللواتي تأخرت ... سراة بني لهبان يدعو شريدها
ونحن صبحنا الحي يوم تنومة ... بملمومة يُهوي الشجاع وئيدها
ويوم شروم قد تركنا عصابة ... لدى جانب الطرفاء حمرا جلودها
فما رغمت حلفا لأمر يصيبها ... من الذل إلا نحن رغما نزيدها2
ويسجل شماتته، أو -بعبارة أدق- شماتة قبيلته بأعدائهم، ويعيرهم بما فعلوه بهم من قتل رجالهم وسبي نسائهم:
يا ضمر هل نلناكم بدمائنا ... أم هل حدونا نعلكم بمثال
تبكي لقتلى من فقيم قتلوا ... فاليوم تبكي صادقا لهلال
ولقد شفاني أن رأيت نساءكم ... يبكين مردفة على الأكفال
يا ضمر إن الحرب أضحت بيننا ... لقحت على الدكاء بعد حيال3
ويتوعد أعداء قبيلته، ويهددهم بأبطال شجعان من قومه مسلحين
1 "ميميته" الأغاني 12/ 50 "بولاق".
2 المصدر السابق/ 51. البواء: الكفء. والملمومة: الكتيبة.
3 المصدر السابق/ 52. الحيال: العقم.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 250