responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 220
من الشعراء الصعاليك فيما بين أيدينا من شعرهم، فيما عدا مقطوعة تروى لأبي خراش أو للأعلم أو لتأبط شرا، وهي تلك البائية التي أشرنا إليها[1]، حتى ليصبح أن نقول إن ذكر حمار الوحش في صدد الحديث عن العدو خاصة هذلية.
يصف صخر الغي صاحبا له بشدة العدو فيشبهه بحمار وحش ضامر تعضه الحمر فيفر منها هاربا:
معي صاحب داجن بالغزا ... ة لم يك في القوم وغلا ضعيفا
ترى عدوه صبح إقوائه ... إذا رفع المأبضان الحشيفا
كعدو أقب رباع ترى ... بفائله ونساه نسوفا2
أما الأعلم فالصورة التي يرسمها لحمار الوحش أكثر خطوطا وألوانا، فهو عنده ضامر البطن ولكن في غير هزال كأنه عرق السدر في حمرته، وهو سريع يسبق الإبل والخيل النجيبة، خرج ليلا في طلب الماء، فلاحت له أتان سمينة مكتنزة اللحم، فهو حريص على إدراكها:
يغرَى جذيمة والردا ... ء كأنه بأقب قارب
خاظ كعرق السدر يسـ ... ـبق غارة الخوص النجائب
عنت له سفعاء لكـ ... ـت بالبضيع لها الخبائب3
وأما الظليم، وهو من أسرع حيوان الصحراء عدوا[4]، فقد ورد ذكره عند تأبط شرا والأعلم، كما ورد ذكر النعامة عند أبي خراش. أما تأبط شرا

[1] انظر: ص216 الهامش 3.
2 شرح أشعار الهذليين 1/ 48 - داجن: معاود مرة بعد مرة، أو متعود للغزو.
الوغل: النذل. الإقواء هنا: النزول في الفقر من الأرض. المأبضان: باطن الركبة وباطن المرفق. الحشيف: الثوب الخلق. الرباع: الذي ألقى رباعيته وهي السن التي بين التثنية والناب. الفائل والنسا: عرقان. النسوف: آثار العض.
3 شرح أشعار الهذليين 1/ 56 - خاظ أي مكتنز ممتلئ لحما. سفعاء: سوداء الوجه في حمرة. لكت: قذفت باللحم. البضيع: اللحم. الخبائب: طرائق اللحم. لها هنا بمعنى منها.
[4] في أمثال العرب "أعدى من الظليم" "الميداني: مجمع الأمثال 1/ 429".
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 220
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست