responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 218
ويسبق وفد الريح من حيث ينتحي ... بمنخرق من شدة المتدارك1
ويشبه الأعلم انقضاض جماعة من الصعاليك العدائين من كل ناحية على فريسة عرضت لهم في أثناء تربصهم بالصحراء بتفجر الماء من حوض قديم متهدم يحاول صاحبه أن يصلحه ولكن الماء يغلبه فيتفجر من شتى نواحيه:
تخاف لزام عادية ثعول ... كما يتفجر الحوض اللقيف2
ويرسم أبو خراش صورة رائعة لجماعة من العدائين يحرص كل منهم على ألا يتخلف عن رفاقه حتى لا يفتضح بينهم، وهم خارجون للغزو في ليلة ممطرة، وقد ابتلت أقدامهم، والشجر يتكسر من وقعها، فيلتف تحتها أكواما كأنها أوساط الإبل السود:
وليلة دجن من جمادى سريتها ... إذا ما استهلت وهي ساجية تهمي
وشوط فضاح قد شهدت مشايحا ... لأدراك ذحلا أو أشيف على غنم
إذا ابتلت الأقدام والتف تحتها ... وغثاء كأجواز المقرنة الدهم3
وكما يتحدثون عن شدة عدو رفاقهم، يتحدثون عن شدة عدو أعدائهم أيضا، ليثبتوا لأنفسهم تلك الميزة عن طريق غير مباشر. ويرسم الأعلم في يائيته التي يتحدث فيها عن فراره هو وصاحب له من بعض أعدائهما صورة رائعة لمطاردتهم لهما، يصف فيها خروجهم خلفهما، وكيف يغرون أسرعهم ليدركهما، بينما يغري هو صاحبه ليفوتهم، ثم يصف تلك الجماعات التي تطاردهم، والتي يجيء بعضها في إثر بعض، كما تدفع الرياح السحب فتجلجل بالرعود، ثم يصف سرعة عدو أحد مطارديه الذي ينطلق خلفه كأنه حمار وحش ضامر يسرع ليرد الماء:

1 حماسة أبي تمام 1/ 48.
2 شرح أشعار الهذليين 1/ 68 - اللزام: العذاب. الثعول: التي لها زيادات بمنزلة الضرع. اللقيف: الذي أصلحه صاحبه فطينه وسواه من نواحيه.
3 ديوان الهذليين 2/ 130 - شوط فضاح: أي إن سبق فيه رجل افتضح. المشايح: الجاد في كلام هذيل. أشيف: أشرف.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 218
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست