responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 184
ثم يصور المعركة التي دارت قبيل الفجر، في ظلام الهزيل الأخير من الليل، وقد تنبه لهم الحي الذي يهاجمونه، فعلت صيحاتهم، واختلطت بصيحات الصعاليك. ودارت المعركة وقام كل من الصعاليك بدوره فيها في بطولة وشجاعة: أما تأبط شرا فقد بدأ هجومه السريع بسيفه الذي يهتز في يده لسرعة ضرباته، وأما المسيب فقد أعمل فيهم سيفه في تصميم لا يلين، وأما الشنفرى فقد وقف للدفاع هو وجماعة من فتيان الصعاليك، وثبتوا في موقفهم، حتى انجلت المعركة عن انتصار الصعاليك بعد أن قتلوا جماعة من أعدائهم وسلبوهم، أما سائرهم -على كثرتهم- فقد انتابهم فزع شديد، حتى خيل إليهم أن كل مرتفع من الأرض يصب عليهم كل الصعاليك الثمانية:
فثاروا إلينا في السواد فهجهجوا ... وصوت فينا بالصباح المثوب
فشن عليهم هزة السيف ثابت ... وصمم فيهم بالحسام المسيب
وظلت بفتيان معي أتقيهم ... بهن قليلا ساعة ثم خيبوا
وقد خر منهم راجلان وفارس ... كمي صرعناه وخوم مسلب
يشن إليه كل ريع وقلعة ... ثمانية، والقوم رجل ومقنب1
وهنا، وقد انتهى الشاعر من تصوير هذه الغارة الناجحة، لم يعد أمامه هو أصحابه إلا أن يسرعوا عائدين إلى قواعدهم سالمين، ليحدثوا قومهم الصعاليك في فخر واعتزاز بما قاموا به من بطولة:
فلما رآنا قومنا قيل أفلحوا ... فقلنا اسألوا عن قائل لا يكذب
وهذا السليك يخرج مع رفيقين له يريدون الغارة "في عشية فيها ضباب ومطر"، حتى يأتوا بيتا "قد انفردت من البيوت"، ويأبى السليك إلا أن يكون بطل هذه الغارة، فيخلف صاحبيه وراءه، ويتربص هو بمفرده، حتى

1 هجهجوا: صاحوا. المثوب: الداعي المكرر الدعاء. الوخوم: الثقيل. الربع: المرتفع من الأرض. الرجل: الجماعة على أرجلهم. المقنب: الجماعة على الخيل - وقد خالفنا الأستاذ الميمني في شرحه للبيت الأخير "انظر الطرائف الأدبية/ 32".
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 184
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست