اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 150
معتقدين أن من الحلال دهم القوافل، وسلب ما بأيديهم، تعويضا لهم عما لم تقدر أن تجود عليهم به أراضيهم القاحلة"[1].
ولكن يجب أن نسجل أن حركات القبائل في هذا الصراع بين الفقر والغنى كانت حركات قبلية، تصدر عن القبيلة وتجري برضاها، أما حركت الصعاليك فقد كانت حركة فردية، تصدر عن شخصياتهم المتمردة، حتى لو أدى الأمر إلى أن يخلع الصعلوك نفسه من قبيلته في سبيل تنفيذ حركته. وعلى هذا الأساس في التفسير الاقتصادي نستطيع أن نفهم كثيرا من حركات صعاليك العرب.
ومعنى هذا أن ثمة صراعا كان يدور في داخل البادية العربية بين طبقة المالة أصحاب المخائض والمتمردين من طبقة الصعاليك، وأن مادة هذا الصراع التي دار حولها كانت الإبل عادة؛ لأنها الثروة الأساسية في المجتمع البدوي، فكان هؤلاء المتمردين يتربصون بقطعان الإبل ما أمكنتهم الفرصة، وينهبون منها ما يقدرون على نهبه، أو يقتلون أصحابها أو رعاتها ويسوقون القطيع بأسره، ولكن ليس معنى هذا أن الإبل كانت المادة الوحيدة التي دار حولها هذا الصراع، فإن أيدي الصعاليك لم تكن تمتنع عن أية غنيمة تعرض لهم، ففي أخبار تأبط شرا أنه خرج غازيا مع رجل يريدان بجيلة، فأتى ناحية منهم "فقتل رجلا ثم استاق غنما كثيرة"[2]، وفي أخبار عروة أن سلب هذليًّا فرسه[3]، ولكن الأمر الذي نراه بكثرة تلفت النظر في أخبار هؤلاء الصعاليك وأشعارهم تعرضهم للإبل ونهبها. [1] جوستاف لوبون: حضارة العرب/ 82. [2] الأغاني 18/ 213. [3] الأغاني 3/ 84.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 150