اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 134
[4]- الصراع الاقتصادي في المدن التجارية:
من الطبيعي أن يشارك في هذه الحركة التجارية النشطة التي عرفتها الجزيرة العربية سكانها، كل حسب طاقته المادية، وحسب ظروفه الاجتماعية، وحسب قربه أو بعده عن مراكز النشاط التجاري، ومن الطبيعي أيضا أن يختلف موقف العرب من هذه الحركة التجارية عن موقف البدو.
أما أولئك العرب الذين تقع مدنهم على الطرق التجارية فقد فرض عليهم موقعهم أن يشاركوا في هذه الحياة التجارية بكل ما تحتمله رءوس أموالهم.
وقد نشطت الحركة التجارية في مكة بالذات نشاطا واسع النطاق، جعل منها كما يحلو للامانس أن يقول عنها "جمهورية تجارية"[1]، أو كما يسميها درمنجم "جمهورية بلوتقرطية"[2]، تعتمد في سيادتها على طبقة الأثرياء، أو كما يقول بندلي جوزي "مدينة تجارية محضة لا يفكر أهلها إلا في التجارة، ولا يهمهم إلا جمع المال واستثماره بجميع الوسائل المحللة والغير المحللة"[3].
ويؤرخون أهمية مكة الحقيقية في هذا النشاط التجاري بذلك الوقت الذي أصبح فيه عرب الحجاز أصحاب التجارة، وجعلوا من مكة "مركزا إداريا" لأعمالهم، أما قبل ذلك، حينما كانت التجارة في أيدي اليمنيين، فإن مكة لم تعد أن تكون محطة على طريق القوافل، كما يذكر سترابو[4]. فقد كانت [1] انظر كتابه: la mecque a la veille de l'hegire,
وانظر أيضا مقالته عن mecca في: the ency. of islam, p. 438. [2] the life of mahomet, p. 26. [3] من تاريخ الحركات الفكرية في الإسلام/ 14، 15. [4] o'leary; arabia before muhammad, p. 182.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 134