اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 126
التجارية بين طرفيها الشمالي والجنوبي[1]. ويبدأ الطريقان من ظفار التي كانت المركز الأساسي لتجارة البخور التي يعتمد عليه الشطر الأكبر من التجارة العربية، ويجري الطريقان إلى الشرق والغرب منها، ليتجنبا اختراق تلك الصحراء الرهيبة المعروفة الآن بالربع الخالي.
أما الطريق الشرقي فيمضي متاخما لقوس عمان الساحلي، متجها إلى القطيف على الخليج الفارسي، التي كانت مرفأ تحمل إليه بضائع الهند، ومن القطيف عن طريق تدمر إلى فلسطين وصُور بسورية. وليس من شك في أن هذا الطريق كان الطريق الأساسي الذي تنقل فيه بضائع الهند إلى صنعاء باليمن، ومنها إلى ثغور البحر الأحمر أو إلى الحجاز.
وأما الطريق الغربي فيبدأ من ظفار أيضا، ثم يسلك وادي حضرموت إلى شبوة في أقصى طرفه الغربي، حيث يلتقي بطريق فرعي يتصل بعدن، ثم يستمر إلى مأرب، ومنها إلى صنعاء حيث يلتقي مرة أخرى بطريق فرعي يتصل بعدن أيضا، ومن صنعاء يصعد شمالا محاذيا البحر الأحمر، متجنبا في الشرق الصحرء المحرقة اللافحة، وفي الغرب المرتفعات الساحلية الوعرة، حتى يدخل الحجاز بين سلستي الجبال المتوازيتين التي تقع مكة والطائف بينهما، ويمضي شمالا عن طريق وادي القرى إلى العلا، الثغر الأمامي لديار الأنباط، حيث كان يجري تبادل البضائع بين العرب الجنوبيين والأنباط، ثم إلى تيماء حيث تتشعب الطرق، فبعضها يتجه شمالا إلى بصرى وتدمر ودمشق في سورية، وبعضها إلى مصر عن طريق أيلة وغزة والعريش والطرف الشمالي لشبه جزيرة سيناء، وبعضها إلى بابل عن طريق حائل الذي ينحني انحناءة واسعة ليتجنب صحراء النفود القاسية.
وإلى جانب هذين الطريقين الأساسيين اللذين يدوران حول صحاري الجزيرة العربية، يوجد طريق ثالث يخترق قلب الجزيرة العربية من مكة في [1] انظر في هذين الطريقين:
o'leary; arabia before muhammad, pp. 103-105; & muir; the life of mohammad, p. xc.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 126