responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 124
الأهمية ما كان لمخازن البندقية إبان عظمتها[1]، ومنذ عصور سحيقة والقوافل التجارية النشطة تعمل بين مناظق الإنتاج في بلاد العرب السعيدة وبين مدن العراق والشام ومصر[2].
ويبدو أن هذه الحركة التجارية النشطة التي سالت بقوافلها وديان الصحراء العربية، حتى جعلت من العرب كما يقول بعض المؤرخين "حملة العالم بين الشرق والغرب"[3]، ترجع إلى تلك الظروف التي كانت تسود العالم القديم في ذلك الوقت، فقد كان الطريق البحري بين الشرق والغرب محفوفا بالأخطار، فإلى جانب "القراصنة" الذين كانوا يهددون أمنه، ويقطعون طرقه، ويأخذون كل سفينة غصبا، كانت الملاحة نفسها متأخرة، ولهذا "انحصرت التجارة -بدون استثناء تقريبا- في البر، وكانت تلك القارة التي هي الآن أكبر عقبة في سبيل الحركة التجارية وسيلتها الأساسية الميسرة، وكانت براري آسيا الوسطى وجزيرة العرب بحار القدماء، وكانت قوافل الإبل سفنهم"[4].
وكانت التجارة في أول الأمر في أيدي اليمنيين، "فعلى أيديهم كانت تنقل غلات حضرموت وظفار، وواردات الهند، إلى الشام ومصر"[5]، "وكانت كثرة التجارة مع بلاد العرب الجنوبية تنقل إلى الشام ومصر عن طريق الحجاز"[6].
وليس من شك في أن هذه الحركة التجارية النشطة التي كان يسيطر عليها الجنوبيون، والتي كانت تتخذ من بلاد الشماليين طريقا لها، أوجدت في نفوس الشماليين رغبة في الأخذ بهذا الأسلوب من أساليب العيش، الذي يرونه يدر على أصحابه رزقا وافرا وثراء عريضا، وغرست في نفوسهم النواة الأولى لحب التجارة التي لم تلبث أن خرجت شجرتها إلى الوجود عندما ضعفت الدولة اليمنية وأخذت في الانحلال. فما كادت القوة الحميرية يدب فيها الوهن في أثناء القرن الخامس حتى سنحت الفرصة لعرب الحجاز للقبض على زمام الحركة التجارية، "ويبدو أن هذه التطورات كانت شديدة التدرج، ولكن الأمر الذي لا ريب فيه هو أنه من قبل أن يبدأ القرن السابع كان طريق الحجاز كله في أيدي العرب الذين ينزلون فيه، والذين جعلوا من مكة مركزا إداريا لهم، يستقبلون فيه البضائع من أيدي اليمنيين، ثم يحملونها شمالا على حسابهم الخاص إلى أسواق سورية ومصر، وربما أيضا إلى فارس، وإن يكن من المعروف أن جزءا من التجارية الفارسية كان في أيدي عرب الحيرة"[7].

[1] جوستاف لوبون: حضارة العرب/ 106.
[2] semple; influences of georaphic environment, p. 506.
[3] muir; the life of mohammad, p. xc.
[4] ibid; p. xc.
[5] أحمد أمين: فجر الإسلام 1/ 15.
[6] o.htm'leary; arabia before muhammad, pp. 180, 181.
[7] o'leary; arabia before muhammad, p. 181.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست