responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 106
وقد قلنا إن الصلات بين القبائل العربية كانت صلات خصام، ومن هنا كانت الحرب دائما قائمة بينها، "وكان سبي الرجال والنساء على السواء أمرا أساسيا في كل غارة"[1]، ومن الطبيعي أن يكون تعرض النساء للسبي أكثر من تعرض الرجال[2]، فإن ضعف المرأة في هذه الحالة من الصراع المستمر في الجزيرة العربية يجعلها دائما في مركز الضحية[3]. وبقدر ما كان العربي يأنف من قتل سبيته لما فيه من نزول بمروءته، كان حرصه على سبي أكثر عدد ممكن من النساء لأن في هذا إهانة لأعدائه. وقد كان يحدث أحيانا أن يفاجأ كل نساء الحي، وهم خلوف، فيؤخذن سبايا[4]. ومن هنا "كانت حماية النساء والأطفال خطة أساسية في فنهم الحربي"[5]، ومن هنا أيضا كانت المقدرة على حماية "الظعينة" عنصرا أساسيا من عناصر البطولة العربية جعلهم يطلقون على بعض أبطالهم لقب "حامي الظعينة" أو "فارس الظعينة"[6].
وقد كان يحدث أحيانا أن تبيع القبيلة أساراها، فقد اشتعلت حرب بين لحيان وخناعة "فكان بعضهم لا يزال يغزو بعضا، فإذا أصابت بنو لحيان من خناعة أحدا باعوه"[7]، وكان زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم من قضاعة "أصابة سباء في الجاهلية لأن أمه خرجت به تزور قومها

[1] SMITH; KINSHIP AND MARRIAGE IN EARLY ARABIA, P. 89.
وقد وفد سميفع بن ناكور الكلاعي على عمر بن الخطاب "وله أربعة آلاف أهل بيت قن من العرب مماليك أسرهم في الجاهلية" "نقائض جرير والفرزدق 1/ 46".
[2] SMITH; KINSHIP AND MARRIAGE IN EARLY ARABIA, P. 295.
وأخبار سبي النساء في العصر الجاهلي كثيرة. "انظر: الأغاني 3/ 75-78، 11/ 172 بولاق، 19/ 158، ونقائض جرير والفرزدق 1/ 13، وديوان عروة/ 169، 170".
[3] LAMMENS; LE BERCEAU DE I'ISLAM, VOL. I, P. 280.
[4] انظر نقائض جرير والفرزدق 1/ 145، والأغاني 21/ 63، 64.
[5] SMITH; KINSHIP AND MARRIAGE IN EARLY ARABIA, P. 295.
[6] القالي: الأمالي 2/ 271.
[7] السكري: شرح أشعار الهذليين 1/ 100.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 106
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست