اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 100
وهو خليع قتلة كان فيها شجاعا حتى النهاية[1]، وقبل أن يوشك سراج حياته على الانطفاء تذكر تلك الحادثة التي كانت سببا في تلك الحياة القاسية التي عاشها طريدا مشردا، حادثة خلعه، فأخذ ينشد وهو يقاتل نشيدا فيه حسرة، وفيه شجاعة واعتداد بالنفس[2]، حسرة على حياته التي ذهبت مع الريح، بعد أيام شباب جميلة قضاها في حمى القبيلة، في اللهو تارة، وفي الجد تارة أخرى3، عضوا عاملا في مجتمع القبيلة، يدافع عنها، ويشيد بمفاخرها، ويهجو أعداءها[4]، بل يقودها أحيانا في شجاعة إلى مواقع النصر[5].
وكذلك كان أبو الطمحان القيني من هذه الطائفة من الخلعاء الشذاذ، ولم تحدثنا أخباره عن سبب خلعه، ولكني أرجح أنه خُلع لسوء أخلاقه، ويصفه ابن قتيبة بأنه "كان فاسقا"[6]، ويقدمه صاحب الأغاني بأنه "أدرك الجاهلية والإسلام فكان خبيث الدين فيهما"[7]، ويصفه بعض رواة الأغاني بأنه "كان فاسقا خاربا"[8]، وقد سئل عن "أدنى ذنوبه" كأنه كان معروفا بكبائره، فاندفع يقص في استهتار قصة ليلة ارتكب فيها أربع موبقات[9]، فإذا كانت هذه أدنى ذنوبة فليس من شك في أنه كان مستهترا استهتارا فاضحا.
وقد تقلبت الأيام بأبي الطمحان تقلبا عنيفا، فقضى حياة مضطربة، [1] الأغاني 13/ 8 "بولاق". [2] المصدر السابق/ 8، وانظر أيضا كتاب من نسب إلى أمه من الشعراء لابن حبيب ص6.
3
فيوماي يوم في الحديد مسربلا ... ويوم مع البيض الأوانس لاهيا
"الأغاني 13/ 8 بولاق". [4] انظر أخبار ذلك في المصدر السابق/ 3، 4، 5. [5] انظر ذلك في المصدر نفسه ص3. [6] الشعر والشعراء /229. [7] الأغاني 11/ 130 "بولاق". [8] المصدر السابق/ 132. [9] ابن قتيبة: الشعر والشعراء/ 229، والأغاني 11/ 132 "بولاق".
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 100