لسانا، فانه بنيك أن يسمعوا بناتى الغناء: فإنّ الغناء رقية الزّنا، وكان للنضّاح سبعة بنين، فقال له: لا تسمع غناء رجل منهم ما كنت عندنا، ونهى بنيه أن يمرّوا ببابه، فأقام عنده سنة، فلمّا أراد أن يرحل قال للنضّاح: زوّج بعض بنيك بعض بناتى، فقال النضّاح لابنه كعب ذلك، فقال كعب: لو عرضها (علىّ) بشسع نعل ما أردتها! (قال: ولم، قال: أكره لسانه) . وكان فى ولد النضّاح الغناء، منهم زمام بن خطام بن النضّاح، كان أجود الناس غناء بدويّا، وفيه يقول الصّمّة القشيرىّ:
دعوت زماما للهوى فأجابنى ... وأىّ فتى للهو بعد زمام [1]
564* وكان الحطيئة جاور الزّبرقان بن بدر، فلم يحمد جواره، فتحوّل عنه إلى بغيض، فأكرم جواره، فقال يهجو الزبرقان ويمدح بغيضا [2] :
ما كان ذنب بغيض أن رأى رجلا ... ذا حاجة عاش فى مستوعر شاس
جارا لقوم أطالوا هون منزله ... وغادروه مقيما بين أرماس [3]
ملّوا قراه وهرّته كلابهم ... وجرّحوه بأنياب وأضراس
دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... واقعد فإنّك أنت الطّاعم الكاسى
[1] س ب «مثل زمام» . والصمة هو ابن عبد الله بن الطفيل بن قرة بن هبيرة القشيرى، شاعر إسلامى بدوى مقل، من شعراء الدولة الأموية. له ترجمة فى الأغانى 5: 124- 127 والمؤتلف 144- 145 وجده قرة بن هبيرة صحابى مترجم فى الإصابة 5: 238- 240. [2] هو بغيض بن عامر بن شماس بن لأى بن أنف الناقة، كان من رؤساء بنى تميم فى الجاهلية وأدرك الإسلام، ولم يرد فى شىء من الطرق أنه وفد على النبى صلى الله عليه وسلم. انظر ترجمته فى الإصابة 1: 180- 181 وفيها إشارة إلى هذه القصة، وهى مفصلة فى الأغانى 2: 49- 53. والأبيات من قصيدة فى الديوان 52- 55.
[3] شاس: يقال «مكان شأس وشاز» خشن من الحجارة، أو غليظ، وتسهل الهمزة، مثل «كاس» فى «كأس» .