على شيم نار تنوّرتها ... فبتّ لها مدبرا مقبلا [1]
فأصبحت والغول لى جارة ... فيا جارتا أنت ما أهولا
وطالبتها بضعها فالتوت ... بوجه تهوّل فاستغولا [2]
(فقلت لها: يا انظرى كى ترى ... فولّت فكنت لها أغولا
فطار بقحف ابنة الجنّ ذو ... سفاسق قد أخلق المحملا [3]
إذا كلّ أمهيته بالصّفا ... فحدّ ولم أره صيقلا) [4]
عظاءة قفر لها حلّتا ... ن من ورق الطّلح لم تغزلا [5]
فمن سال أين ثوت جارتى ... فإنّ لها باللّوى منزلا
وكنت إذا ما هممت اعتزمت ... وأحر إذا قلت أن أفعلا
[1] الشيم: النظر إلى النار، شام السحاب والبرق شيما: نظر إليه أين يقصد وأين يمطر، وقيل هو النظر إليهما من بعيد. وهذا البيت والبيتان بعده والبيت الذى أوله «عظاءة قفر» فى الفصول والغايات 388.
[2] هذا البيت والذى قبله والذى قبل الأخير فى الأغانى 18: 210.
[3] القحف، بكسر القاف: العظم فوق الدماغ وما انفلق من الجمجمة فبان، ولا يدعى قحفا حتى يبين أو ينكسر منه شىء. ذو سفاسق: هو السيف، وهى طرائقه التى يقال لها الفرند، الواحدة «سفسقة» بكسر السينين.
[4] أمهيته: أحددته ورققته، يقال «أمهى الحديدة» : سقاها الماء وأحدها.
[5] العظاءة: دويبة معروفة على خلقة سام أبرص، أعيظم منها شيئا.