responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي المؤلف : حسين عطوان    الجزء : 1  صفحة : 202
يهجعا في الليل. ولم يقيلا في الظهيرة سويا. وأخذ يدعو لقبره بالسقيا، ويحييه على البعد تحيات دائمة أناء الليل وأطراف النهار.
ثم قتل أخوه حكم أيضا في وجهه وبرز بعض عشيرته إلى قاتله فقتله، وأتى أخاه الشمردل أيضا نعيه فقال يرثيه1:
يقولون احتسب حكما وراحوا ... بأبيض لا أراه ولا يراني2
وقبل فراقه أيقنت أنني ... وكل ابني أب متفارقان
أخ لي لو دعوت أجاب صوتي ... وكنت مجيبه أنى دعاني
فقد أفنى البكاء عليه دمعي ... ولو أني الفقيد إذا بكاني
مضى لسبيله لم يعط ضيما ... ولم ترهب غوائله الأداني
قتلنا عنه قاتله وكنا ... نصول به لدى الحرب العوان3
قتيلا ليس مثل أخي إذا ما ... بدا الخفرات من هول الجنان4
وكنت سنان رمحي من قناتي ... وليس الرمح إلا بالسنان
وكنت بنان كفي من يمين ... وكيف صلاحها بعد البنان
وكان يهابك الأعداء فينا ... ولا أخشى وراءك من رماني
فقد أبدوا ضغائنهم وشدوا ... إلى الطرف واغتمزوا لباني5
فداك أخ نبا عنه غناه ... ومولى لا تصول له يدان
فهو متألم لفقد أخيه، على الرغم مما استقر في نفسه من أن الحياة لا تدوم، وأن الموت غاية كل حي، وأن كل أخوين لا بد أن تعدو المنية على أحدهما قبل الآخر.

1 الأغاني 3: 355، وأمالي اليزيدي ص: 45.
2 احتسب عند الله خيرا إذا قدمه، ومعناه اعتده فيما يدخر.
3 العوان من الحروب: التي قوتل فيها مرة بعد مرة.
4 الخفرات: جمع خفرة، وهي الشديدة الحياء. الجنان: القلب.
5 الطرف: الكريم من الخيل. واغتمزوا لباني: استضعفوا اللين مني.
اسم الکتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي المؤلف : حسين عطوان    الجزء : 1  صفحة : 202
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست