responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي المؤلف : حسين عطوان    الجزء : 1  صفحة : 19
وتجارات. وإلى جنوابها مدينة كنددرم، وهي في الجبل وافرة المياه والكروم والجوز، ثم بلدة سان، وهي صغيرة، ولها مياه وبساتين، والغالب على ثمارها الأعناب والجوز. أما الفارياب فهي بين الطالقان وشبورقان، وهي صغيرة إلا أنها كثيرة المياه والبساتين، ومياها من الطالقان، وهي تجمع سائر ما يكون من الصناعات في المدن. وبعدها مدينة شبورقان، لها ماء جار، والغالب على أهلها الزروع، وبساتينهم قليلة، وإلى الشمال الغربي من شبورقان انخذرستاق، ومدينته أشترج، وهي صغيرة في مفازة. ولها سبع قرى، وبها بيوت للأكراد من شعر ومدر، وأهلها أصحاب أغنام وإبل. وجنوبي شبورقان، وشرقي اليهودية مدينة أنبار، وهي بالجبل، ولها مياه وكروم وبساتين[1].
ولخراسان طرق ومسالك كثيرة تربط مدنها الكبيرة والصغيرة، وتربط كذلك بينها وبين ما يجاورها من البلدان، عددها الجغرافيون العرب وحددوا المسافات بين كل مدينة وأخرى تحديدا دقيقا[2].
وعلى اتساع خراسان، وتباين طبيعتها بين سهول ورمال وجبال، فإنها في جملتها معتدلة المناخ، لطيفة الهواء، ليس فيها مناطق حارة متقدة الحرارة، ولا مناطق باردة شديدة البرودة إلا الباميان، فإنها أكثر خراسان بردا وثلجا. وتربتها صحيحة، وأزكى أرضها السقي نيسابور، وأحسن أرضها التي تجودها الأمطار وترويها ما بين هراة ومرو الروذ، وهي ما يعرف بالأعذاء، أي الأرض الطيبة التربة، الكريمة المنبت، البعيدة من المياه والسباخ[3]. ولذلك كانت خراسان غنية بخيرات الأرض، وأرزاق الدنيا، التي لم تكن تسد حاجات أهلها فحسب، وإنما كانت تفيض عن استهلاكهم فيضا كبيرا من الغلات الزراعية. والمواد الأولية والغذائية والمنتوجات الصناعية. فكانوا يصدرونه إلى كثير من الأقطار. وفي ذلك يقول الإصطخري: "بخراسان من الدواب والرقيق والأطعمة والملبوس وسائر ما يحتاج الناس إليه ما يسعهم فأنفس الدواب ما يرتفع من

[1] انظر في هذه المدن الإصطخري ص: 152، وابن حوقل ص: 369، 370، وياقوت 2: 149.
[2] الإصطخري ص: 158، وابن حوقل ص:337.
[3] الإصطخري ص: 158 وابن حوقل ص: 377، وابن الفقيه ص: 316، والمقدسي ص: 294.
اسم الکتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي المؤلف : حسين عطوان    الجزء : 1  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست