responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي المؤلف : حسين عطوان    الجزء : 1  صفحة : 184
إذا شاعر أمر الناس وانشقت العصا ... فإن لكيزا لا تريش ولا تبري1
ففند زياد أقواله، وألصق بالأزد كل العيوب التي ألصقها بعبد القيس، وغلا في تحقيره لهم، إذ ادعى أنه لا يعلم بوجودهم على وجه الأرض، وأنهم إن وجدوا، فهم قليلون منسيون لا يزيدون ولا يتكاثفون، بل يبقون ثابتين على قلتهم وضياعهم، وهم أيضا ليس لهم نسب يذكر، ولا أثر يعرف، ولا خير يعجب، بل لقد جعلهم لا يساوون نعلا من نعال عبيد عبد القيس. يقول2:
نبئت أشقر تهجونا فقلت لهم ... ما كنت أحسبهم كانوا ولا خلقوا
لا يكثرون وإن طالت حياتهم ... ولو يبول عليهم ثعلب غرقوا
قوم من الحسب الأدنى بمنزلة ... كالفقع بالقاع لا أصل ولا ورق3
إن الأشاقر قد أضحوا بمنزلة ... لو يرهنون ببغلي عبدنا غلقوا4
وعلى الرغم من أن زيادا ليس عربيا أصلا، وإنما هو مولى، فكانت أعجميته موطن ضعفه الذي وجه إليه المغيرة بن حبناء التميمي هجاءه، فأصابه في مقتله، وخفف من سلاطته وغطرسته، حين اختلفا وتهاجيا، كما قدمنا، فإن زيادا هو الذي استفاد في هجائه لكعب من فكرة العروبة والأصالة، إذ راح يعيب الأزد بأنهم موال، وأنهم أعجام، أسلموا، واستعربوا، واستلحقوا ببعض القبائل العربية ليعرفوا وينبه ذكرهم، يقول5:
هل تسمع الأزد ما يقال لها ... في ساحة الدار أم بها صمم
إختتن القوم بعدما هرموا ... واستعربوا ضلة وهم عجم6

1 لكيز: هو لكيز بن أقصى بن عبد القيس، وراش السهم: ركب عليه الريش.
2 المصدر نفسه ص: 288.
3 الفقع: نوع من الكمأة يطلع من الأرض، فيظهر أبيض، وهو رديء سريع الفساد. والجيد ما حفر عنه واستخرج، ويشبه الرجل الذليل بالفقع.
4 غلق الرهن: استحقه المرتهن، إذا لم يفك في الوقت المشروط.
5 الأغاني "طبعة دار الكتب" 14: 288.
6 ضلة: حيرة.
اسم الکتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي المؤلف : حسين عطوان    الجزء : 1  صفحة : 184
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست