responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي المؤلف : حسين عطوان    الجزء : 1  صفحة : 179
معاني هجائه لهما، ويفتن في عرضها، حتى فضحهما، إذ يقول ليزيد بن المهلب1:
أنت كز اليدين منتخب القلب ... لئيم الفعال غير نضار2
وأبوك الذي تضاف إليه ... عاجز الرأي زنده غير واري
لستما فاعلما إذا القوم نادوا ... لنزال وبارزوا في الغرار3
بصبورين حين تحتد الحر ... ب ولا سابقين في المضمار4
ويقول له5:
جدك يرعى غنما حزتها ... فانعم ولا تشق أبا خالد
ونم على فرشك مستضعفا ... لأشهدن يوما مع الشاهد
وإذا كان ابن قرثع ألح في المقطوعة الأولى على تقليد الجوار، وما يتكلفه العربي الشهم من تضحية في سبيل الحفاظ على من اعتصم به، وبسط هذا التقليد بسطا، واتخذه أساسا للإزراء بالمهلب، فإنه ركز في المقطوعة الثانية على قيمة الكرم، إذ نفاها عن المهلب وولده، ودمغهما بالبخل والدناءة، والتخلف عن غايات العظماء، كما استغل في المقطوعة الثالثة فكرة المنزلة الاجتماعية، فوصف ابن المهلب بوضاعة مكانته، وجعله معنيا برعاية الأغنام، شأنه في ذلك شأن جده، مشغولا بالقيام عليها، قاعدا عن السعي إلى المعالي.
وما من ريب في أن ابن قرثع عرف كيف ينفس عن حقده على المهالبة، وكيف يثأر لأبيه منهم، لأنهم لم يهبوا لحمايته، ولم يطالبوا بدمه، فقد جرحهم تجريحا، بل لقد مزقهم تمزيقا بسهام هجائه التي راشها نحوهم، ووقعت منهم في الصميم.

1 معجم الشعراء ص: 50.
2 منتخب القلب: جبار، والنضار: اسم الذهب.
3 الغرار: حد السيف.
4 المضمار: غاية الفرس في السباق.
5 معجم الشعراء ص: 51.
اسم الکتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي المؤلف : حسين عطوان    الجزء : 1  صفحة : 179
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست