responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي المؤلف : حسين عطوان    الجزء : 1  صفحة : 174
صادقا، لم يكونوا يبتغون منه عرض الدنيا، بل كانوا يرجون به رضا الله وثواب الآخرة.
ولا بد من التنبيه على أن شعراء الأزد وربيعة تعصبوا في مدائحهم للولاة وكبار الرجال اليمنيين، سواء في تضخيمهم لفروسيتهم، وتهويلهم لمنجزاتهم. كما يستخلص ذلك من مدحة كعب الأشقري ليزيد بن المهلب، أو في قيامهم بالترويج لهم، والدعاية الحزبية لسياستهم، كما يستنتج ذلك من مدحة أبي البريد البكري لأسد القسري، إذ وصفه فيها بأنه "خير ملك ساس أمر رعية"، مع أنه كان منحازا للأزد انحيازا استطار شره في آخر ولايته حتى إن أبا البريد نفسه، لم يستسغه ولم يطق الصبر عليه، فشكا منه، وندد به[1]، أو في إعرابهم عن سرورهم لظفرهم بالمضريين، كما يبدو ذلك في مدحة أبي بكر بن إبراهيم لابني الكرماني.
ولم يمدح شعراء الأزد الولاة القيسيين وأشياعهم، إلا ثابت قطنة، فإنه أشاد بنصر بن سيار، لأنه أسعفه في الشدة، إشادة رد بها بعض معروفه إليه، وطاوله فيها مطاولة واضحة صريحة.
ونوه شعراء ربيعة بالولاة القيسيين وأتباعهم، إما استفزازا للولاة الأزديين لأنهم تحزبوا للأزد، وأغفلوا حلفاءها من بكر، كما يستظهر ذلك من مدحتي الفرات الشني لقتيبة بن مسلم، وإما لمنافقتهم واسترضائهم، حتى يغفروا لهم ميلهم للولاة اليمنيين كما يستشف ذلك من مدحة أبي البريد البكري لنصر بن سيار، فقد مدح أسدا القسري قبله.
ولم يثن شعراء مضر على الولاة والقيسيين وحدهم، بل أثنوا عليهم، وعلى الولاة الأزديين، على نحو ما يتضح في مدحتي عبد الملك بن سلام السلولي، وحاجب بن ذبيان المازني ليزيد بن المهلب، مما يدل على نقاء نفوسهم، وخلوها من الأحقاد والضغائن.

[1] الطبري 9: 1497.
اسم الکتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي المؤلف : حسين عطوان    الجزء : 1  صفحة : 174
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست