responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي المؤلف : حسين عطوان    الجزء : 1  صفحة : 156
خصمه، فباء لذلك بالخسران في أول معركة، واقرأ هذه الأبيات لابن السجف المجاشعي، فإنها تكشف عما عاناه العرب هناك من الكرب والأذى والهوان، إذ يقول مخاطبا هشام بن عبد الملك1:
أذكر يتامى بأرض الترك ضائعة ... هزلى كأنهم في الحائط الحجل2
وارحم وإلا فهبها أمة دمرت ... لا أنفس بقيت فيها ولا ثقل3
لا تأملن بقاء الدهر بعدهم ... والمرء ما عاش ممدود له الأمل
لاقوا كتائب من خاقان معلمة ... عنهم يضيق فضاء السهل والجبل4
لما رأوهم قليلا لا صريخ لهم ... مدوا بأيديهم لله وابتهلوا5
وبايعوا رب موسى بيعة صدقت ... ما في قلوبهم شك ولا دغل6
فابن السجف يرفع تقريرا إلى هشام بن عبد الملك عن بداية معركة الشعب، يوضح فيه ما حاق بهم من الهزيمة والعار، وكيف أنهم كانوا قلة ضعيفة بالقياس إلى عدوهم وضخامته، حتى أحبط كل محاولاتهم للخلاص منه، وشد عليهم، فإذا هم لا يملكون له دفعا، ولا يستطيعون منه انفكاكا، وإذا هم يتضرعون إلى الله أن ينجيهم ويكتب لهم السلامة، كما يطلب إلى هشام أن يتدبر الأمر مليا، ويتخذ قرارا حازما يحفظ من سلموا منهم، ويبقيهم على قيد الحياة، ويحذره من أنهم إذا هلكوا كان هلاكهم نذيرا بفنائه بعدهم.
أما الشرعبي الطائي فرفع تقريرا آخر عن نتائج المعركة إلى خالد بن عبد الله

1 الطبري 9: 1547.
2 الحجل: الكروان.
3 الثقل: المتاع والحشم.
4 معلمة: بارزة معلوم مكانها.
5 الصريخ: المغيث.
6 الدغل: الفساد.
اسم الکتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي المؤلف : حسين عطوان    الجزء : 1  صفحة : 156
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست