responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الساق على الساق في ما هو الفارياق المؤلف : الشدياق    الجزء : 1  صفحة : 78
من التسهيل والإسهال فيه معنى السهولة. وكتب مرة إلى بعض المطارين العظام. المعروض يا سيدنا بعد تقبيل أردافكم الشريفة. وحمل نعالكم المنيفة اللطيفة. الظريفة النظيفة الرهيفة العفيفة الموصوفة المعروفة المخصوفة. قال فقلت له ما أردت بالإرداف هنا. فقال هي في عرف المطران بمعنى الراحة.
ثم لم يلبث أن بعث إليه وذلك المطران ببركة وكتاب أطرا فيه على علمه وفضائله جداً فمما كتب إليه. قد قدم عليَّ مكتوبكم الأبنى وأنا خارج عن الكنيسة فما قرأته حتى دخلت الصومعة وأولجت فيها. فلما أتيت على أخراه علمت أنك صاحب الفضول. مؤلف الفصول. جامع بين الفروع والأصول. طويل اللسان. قصير اليدان "عن المحرمات" واسع الجبين. عميق الدين. عريض الصدر. مجوف الفكر. وكتب في آخره. أطال الله بقاك. وقباك وهناك ومناك. والسلام ختام والختام سلام. والبركة الرسولية تشملكم أولاً وثانياً إلى عاشراً. فجعل يبدي هذا الكتاب لجميع معارفه وخصوصاً لمن كانوا خرجوا من عنده مغضبين لتقريره عن لفظة الجامع. فلما وجدوها في كلام المطران زال عنهم الأشكال والريب في صحة استعمالها. وزاد الرجل عندهم وجاهة وجلالاً.
فأما سؤالك عن كرم أهل هذه البلدة فأنهم كانوا في ظهور آبائهم على غاية من السماحة والجود. إلا أنهم لما برزوا إلى عالم التجارة وخالطوا أصحاب هذي البرانيط أخذوا عنهم الحرص والبخل واللآمة والرثَع. بل برزوا على مشايخهم. وإنهم إذا ضمهم مجلس لم يكن منهم إلا الحديث عن البيع والشراء. فيقول قد جاءني اليوم جندي من الترك في الصباح ليشتري شيئاً فتطيرت من صاحبه واستفتاحه. إذ لا يخفى عنكم أن الجندي يستدين ولا يقضى دينه. وإذا تكرم بنقد الثمن فما يعطي التاجر إلا نصفه. فقلت له ما عندي مطلوبك يا أفندي. وإنما أردت تفخيمه بهذا اللقب ليتأدب معي. فما كان منه إلا أن دخل الحانوت وبعثر البضاعة كلها وأخذ ما أراد منها وما لم يرد. ثم ولي وهو يسبني. فيقول آخر وأنا أيضاً جرى لي مع سيدة من نساء الترك واقعة. وذلك أنها بكرت عليَّ اليوم وهي تنوء بحليّها. وأقبلت باسمة أليّ وقالت هل عندك يا سيدي حرير مزركش. قلت وقد استبشرت عندي. فقالت أرني المتاع فأريتها إياه. فتداركتني بالخف وقالت أمثلي يري هذا. أرني غير ذلك: فأريتها ما أعجبها فأخذته وقالت أبعث معي من يقبض الثمن. فبعثت غلامي فتبعها حتى دخلت دار كبيرة وأمرت حاجبها بضرب الغلام وإيلامه. إلا أن الحاجب لما كان من الترك ورأى الغلام أمرد لم يطاوعه قلبه على ضربه لكن أنفذ فيه أمر سيدته بما أوصل من الأذى والألم وهكذا ينقضي نهارهم بالمكروه وليلهم بذكره. وأظن أن التاجر يطرب بمجرد ذكر البيع والشراء وإن لم يكن فيه ربح.

اسم الکتاب : الساق على الساق في ما هو الفارياق المؤلف : الشدياق    الجزء : 1  صفحة : 78
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست