responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الساق على الساق في ما هو الفارياق المؤلف : الشدياق    الجزء : 1  صفحة : 75
عمت صباحا يا فارياق؟ كيف أنت؟ وكيف رأيت الإسكندرية؟ هل تبيَّنت نساءها من رجالها فإن النساء في بلدكم لا يتبرقعن. وكيف وجدت مآكلها ومشاربها وملابسها وهواءها وماءها ومنازلها وإكرام أهلها للغرباء؟ ألم يزل برأسك الدوار؟ وعلى لسانك هجو الأسفار؟ قال: أما موقع المدينة فأنيق لكونه على البحر. وقد زادت بهجة بكثرة الغرباء فيها فترى روس ناس مغطاة بطراطير وأخرى بطرابيش. وأخرى بكمام وغيرها بمقاعط. وأخرى ببرانس وغيرها بعمائم. وأخرى بأصناع وغيرها بعصائب. وأخرى بعمارات وغيرها بمداميج. وأخرى بنصاف وغيرها بقبعات. وأخرى بقلانس وغيرها ببراطل. وأخرى بسبوب وغيرها بأراصيص. وأخرى بأراسيس وغيرها بخنابع. وأخرى بقنابع وغيرها بدنيات وأخرى بصواقع وغيرها بصمد وأخرى بصوامع. وغيرها بمشامذ وأخرى بمشاوذ. وغيرها ببرانيط على شكل الشقيط والشبابيط والضفاريط والضماريط والقلاليط والعضاريط والعذافيط والعماريط والقماعيط. ومنهم من له سراويلات طويلة مفرسخة تكنس ما خلفه وما قدَّامه ومنهم من لا سراويلات له فبعثطه باد والناس يتمسحون بما أمامه. ومنهم من له تبّان. ومنه من له إتب. ومنهم يؤثر ومنهم بهميان ومنهم برجل "السراويل الطاق" ومنهم بأندرورد ومنهم بدقرارة أودُقرور. ومنهم من يركب الحمير والبغال. وغيرهم على الخيل والجمال. والإبل في ازدحام والناس في التطام. فينبغي للسائر بينهم أن لا يفتر على الدعاء بقوله اللهم أجِر. اللهم أحفظ. اللهم ألطف. توكلت على الله. استعنت بالله. أعوذ بالله. فأما براقع النساء فهي وأن كانت تخفي جمال بعضهن إلا تريح العين أيضاً من قبح سائرين. غير أن تستر القبيحات اكثر. لأن المليحة لا يهون عليها إذا خرجت من قفصها أن تطير في الأسواق من دون أن تمكن الناظرين من رؤية ملامحها. لينظروا حسنها وجمالها ويكبروا لافترارها. فيقولوا ما شاء الله. تبارك الله. جل الله. الله الله. حتى إذا رجعت إلى منزلها اعتقدت أن جميع أهل البلد قد شغفوا بها حباً. فباتت تنتظر منهم الهدايا والصلات. والأشعار والمواليات. فكلما غنى مغن أنصّت إلى غنائه وسمعت اسمها يتشبب به. فإذا بكرت في اليوم القابل إلى الأسواق ورأت الناس مكبين على أشغالهم تعجبت من بقائهم أصحاء قادرين على السعي والحركة. فزادت لهم في كشف مسافرها، وقسامتها، ومحاجرها وفتنتهم بإشاراتها وإيمائها. ورأرأتها وإيبائها ورمزها ولمزها. وهجلها وعمزها وعنجها ودلالها. وتيهها وعجبها. وزهوها وشكلت. وتدعبها وتصعيرها. ودعجلتها ودغنجتها وتبغنجها ودهمجتها. وشزرها وخزرها وشنفها وحدلقتها وشفونها وإزلاقها. واستشفافها. واستيضاحها واستشرافها. وخلاعتها وخُيَلائها. وتمايلها وتهاديها. وتغدّنها وتعاطفها. وتثنيِّها وتاودها. وتدكلها وتخودها. وتذيلها وتعيلها. وتفتلها وتقتلها. وتذبلها وترفلها. وتبخترها وتخطلها. وتفختها وتدهكرها. وتبهكنا وتهذخرها. وتخلعها وتفككها. وميحها وحككها. وتدأديها وتغطرفها. وتوذفها وتغضفها. ودألها ووهازتها. وألها وهوادتها. وخيزلاها وخيزراها. وزأنباها وأوزّاها. ومطيطائها وكردَحائها. وهبيخاها وعِجّيساها. وهربذاها وحيداها. وهبصاها وجيضاها. وفنجلاها وهبلاها. وخبقاها ودفقاها. وعرقلاها وهمقاها. وعميثليتها وقمطراها. وسبطراها وتبدحها وترنحها. وخندفتها وخزرفتها. وخظرفتها وبادلتها. وبجدلتها وبهدلتها. وذحذحتها وحرقلتها. وحركلتها وهركلتها. ورابلتها ورهبلتها. وقهبلتها وكسملتها. وقندلتها وحنكلتها. وعردلتها وهيقلتها. وخذعلتها ودريحلتها ووكوكتها ووذوذتها. وزوزكتها ورهوكتها وفرتكتها. ومككتها ورهدنتها. وكتكتتها وبرقطتها. وقرمطتها وحرقصتها. وزهرمتها وحذلمتها. ودعرمتها وزهلقتها. وترهيها وتعمجها. وتبهرسها وتهترسها. وتغطرسها. وتكدسها وترهوكها وتهالكها وتهكيلها. وتفركها وتومزها. وتهيمها وأنفها. ورسمها وزوفها. وزيفها وهوجلها. وحتكانها وعيكانها. وزيكانها وزوكانها. ورفلانها وملدانها وزيفانها وذالانها. وريسانها وكتفانها. وميسانها وتزابيها. وهمدانيها وتثرطلها. وتعذقلها وتخزلجها. وحقطها وأبطها. وبفزها وقفزها ونقرها مقبلة مدبرة. وزاد طمعها أيضاً في الهدايا قال وقد نظمت في البرقع بيتين ما أظن أحداً سبقني إليهما وهما:

اسم الکتاب : الساق على الساق في ما هو الفارياق المؤلف : الشدياق    الجزء : 1  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست