responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الساق على الساق في ما هو الفارياق المؤلف : الشدياق    الجزء : 1  صفحة : 284
وكتب إلى الفاضل اللبيب الخوري غبرائيل جباره أرسلها إليهمن باريس إلى مرسيليه وهو أول شعر مدح به قسيساً
قف بالطول أن أسقطت قليلاً ... وأسأل عن الركب المغذّ رحيلا
ساروا وأبقوا وحشة لك دونها ... غصص المنون وحسرة ونحولا
طلل عهدت به الخلاعة والصبى ... وشربت فيه سلسلاً مشمولا
وجررت أذيالي وتهت على المُنى ... واقتدت منها ما استعزّ ذليلا
وخلعت من نعم ولذات على ... أهل الهوى ما كنت منه ملولا
واحسرتاه متى يعود العيش في ... عرصاته وألذّ فيه مقيلا
لم يبق إلاّ ذكر أفراحي به ... ومضى كأمس نعيمُه مبتولا
أن غيّرت آثاره الأيام أو ... أن عطلت أعلامه تعطيلا
فبخاطري تذكاره متجدد ... ولقد يظل بأنسهم مأهولا
من بعد حسادي عليه الريح قد ... حامت لديه بكرة وأصيلا
تبدي الحنين به وأنَّه ثاكل ... فأزيد فيه زفرة وعويلا
تسقي تراب فنائه وكأنما ... تهفو به لتحله الإكليلا
عجباً وقد بلته مني عبرة ... أن صار فوق عنانها محمولا
أم قد درت نكب الرياح بأنه ... أولى بأن يثوي السماء مقيلا
أم مثل عيني أعين الجوزاء قد ... رمدت فتستشفي به تكحيلا
ما كدت أدري رسمه لولا شذا ... عرْف إليه كان منه دليلا
نؤي الحبائب للمحبّ أعز من ... صرح لديه لا يصيب خليلا
وسويعة مع من تحب أجل من ... دهر به تلقى أخاك عذولا
قلبي السَمنْدل يصطلي نار الهوى ... وسلوه العنقاء عز وصولا
لله كم منه يعذَّب عاشق ... ولكم به يمسي البريء قتيلا
لو رقَّ من عشقٍ كلام رتل ... القراء قولي في الدجى ترتيلا
أو لو تداوى الناس منه بالبكا ... لشفيتُ كلّ شجٍ يبيت عليلا
حاولت قلب القلب عن علل الهوى ... فأجاب أنك قد ضللت سبيلا
مني ابتداء الشوق كان وختمه ... بي لست عن دابي أحول حؤولا
قد قانتي المولى عليه كما على ... حب المكارم قان غبرائيلا
هو ذلك الحبر المهذَّب خلقه ... وعليه يبدو خلقه دليلى
الطيّب الأصل الكريم الفعل لن ... تلقاه إلا مرشداً ومنيلا
يهب الجزيل وعنده كالجزل ما ... يحجوه جزلاً غيره منقولا
المرتدي ثوب العفاف مطرّزاً ... بتقًى يقي التحريم والتحليلا
طلق المحيا واللسان طلاقة ... تَدَع الأسى من قيده محلولا
يستدرك الأشكال فصل خطابه ... وبعلمه يستخرج المجهولا
فلكل ريب قضية ما زال مسئولا ... وللراجي ندًى مأمولا
صافي السريرة حيث آي وفائه ... لن تقبل التحريف والتبديلا
ما أن يزال إذا دنا وإذا نأى ... بَرّاً نصوحا وأصلا مسئولا
كانت مشورته هدى وسعادة ... للمستشير ونصحه منخولا
ودعاؤه في الضرّ أعظم عاصم ... لك فأطمئنّ به وكن مكفولا
ليس المنيخ ببابه قنطِاً ولا ... من يستغيث بجاهه مخذولا
مولى تحرّى الزهد في الدنيا وقد ... دانت له لو شاءها تبتيلا
فنجاره ما زال ملجأ لاجئ ... يلقي الأماني عنده والسولا
جبر الخواطر من جبارة يرتجي ... وبفرعه كل الفخار أنيلا
سمح الزمان بقربه لي سبة ... ما كان أحلاها وعاد بخيلا
حتى أرى قِصرَ الأيادي بعده ... ومن استطال بفضله مفضولا
ولقد علمت أوان كل الطرف ... مقصوراً عليه ذلك التأويلا
مارست دهري واختبرت صروفه ... فإذا به لا يستفيق غفولا
هلاّ أتاني من قبل أن ... يقضي الفراق وكان فيه عجولا
هل من ممار أن شخصاً واحداً ... يحوي الفضائل كلها تكميلا
أم منكر أن ليس يذكر سيدُ ... مع ذكره إلا وكان ضئيلا
ولئن أفض في ذكر آلاء له ... فاضت عليّ أملّ عنه طويلا
أدب وإحسان وبشر دائم ... وسماحة تستغرق التمثيلا
ما كنت في مدحي له بمبالغ ... ما قلت إلا بعض ما قد قيلا
ولو استطعت لكنت أنظم ... كل درّيّ له مدحاً أو التنزيلا
من حاول الإسهاب فيه فإنما ... هو موقد وقت الضحى قنديلا

اسم الکتاب : الساق على الساق في ما هو الفارياق المؤلف : الشدياق    الجزء : 1  صفحة : 284
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست